بلاء يوسف (ع) في الكافي و نجاته بآل محمّد (ع) مرويات الکافي (مستندا) - صفحه 206

ثالثا: مشهد عودة بنيامين لأخيه يوسف عليه السلام

عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة، عن أبي بصير، قال :
قال أبو عبد اللّه عليه السلام : التقيّة من دين اللّه ، قلت : من دين اللّه ؟ قال : أي واللّه من دين اللّه ، ولقد قال يوسف عليه السلام :«أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ»۱، واللّه ما كانوا سرقوا شيئا۲.
ولمّا فقد يعقوب يوسف، اشتدّ حزنه وتغيّر حاله، وكان يمتار القمح من مصر لعياله في السنة مرّتين، في الشتاء والصيف، فإنّه بعث عدّة من ولده ببضاعة يسيرة مع رفقة خرجت ، فلمّا دخلوا على يوسف عليه السلام ، عرفهم ولم يعرفوه، فقال : هلمّوا بضاعتكم حتّى أبدأ بكم قبل الرفاق ، وقال لفتيانه : عجّلوا لهؤلاء بالكيل وأوقروهم واجعلوا بضاعتهم في رحالهم إذا فرغتم ۳
.
ثمّ أخرجه إليهم وأمر فتيانه أن يأخذوا بضاعتهم ويعجلوا لهم الكيل، فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل أخيه بنيامين، ففعلوا ذلك. وارتحل القوم مع الرفقة، فمضوا ولحقهم فتية يوسف ۴ : «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ» ، فلا ريب من أنّ يوسف عليه السلام لم يكذب قطّ، ولعلّ من أوجه ما قيل فيها : أي «لسارقون يوسف من أبيه»، «قَالُواْ وَ أَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَ لِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ * قَالُواْ تَاللَّهِلَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِى الْأَرْضِ وَ مَا كُنَّا سَارِقِينَ * قَالُواْ فَمَا جَزَ ؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ * قَالُواْ جَزَ ؤُهُ مَن وُجِدَ فِى رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَ ؤُهُ كَذَ لِكَ نَجْزِى الظَّالِمِينَ * فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ» ، ثمّ أمر بالقبض عليه واسترقّه بذلك ۵ .
وهنا يُسدل الستار لنلتقي بهم في مشهدٍ آخر .

1.يوسف: ۷۰.

2.الكافي : ج ۲ ص ۲۴۶.

3.قصص الأنبياء للراوندي: ص ۱۲۵ ـ ۱۲۶.

4.المصدر السابق: ص ۱۲۶ ـ ۱۲۷.

5.انظر: الميزان في تفسير القرآن: ص ۲۱۶.

صفحه از 212