ثالثا : منظور السمات مدخلاً لتفسير الشخصية الإنسانية
يفترض منظور السمات أنّ السلوك الإنساني للفرد ـ من خلال تعرّضه لمواقف عديدة مختلفة وسلوكه ازاءها ـ إنّما يعكس السمات الشخصية لذلك الفرد . وبمعنى آخر فإنّ السلوك إنّما يشكّل عموما عن طريق العوامل الداخلية والسمات ، وليس عن طريق الضغوط والمواقف الخارجية .
ونتيجة لهذا الافتراض ، فإنّ منظور السمات يعتقد أن الطريقة المناسبة لدراسة الشخصية وتحديد معالمها هي محاولة قياس السمات المتعدّدة التي يمتلكها ـ ويظهرها بعد ذلك ـ الأفراد ، وليس بواسطة الاستدلال عن حاجاتهم ومخاوفهم اللّاشعورية .
وبمعنى آخر فإنّ الشخصية الإنسانية يمكن وصفها بدلالة العديد من السمات المختلفة التي يظهرها الفرد من خلال سلوكه ، وأنّ هذا الافتراض قائم عند كلّ منظّري هذا الإتّجاه ، فقد لمعت أسماء كثيرة في العمل أو المناداة بالتفسير السماتي للشخصية ، إلّا أنّ أسماء ثلاثة كانت أكثر لمعانا وجذبا من غيرها في هذا الميدان ، هؤلاء الثلاثة هم «Gorden Allport جوردن البورت» و «Raymond Cattell رايموند كاتل» و «Hans Eysenck و هانز آيزنك» .
رابعا : أنواع السمات
بما أنّ السمة تعرَّف في معجم هاريمان بأنّها : «أىّ خاصّية فيزيقية أو سيكولوجية للفرد أو الجماعة ... عامّة أو متفرّدة» ، وحسب جيلفورد : «بأنّها أيّ جانب يمكن تمييزه وذو دوام نسبي ، وعلى أساسه يختلف الفرد عن غيره» ، فإنّ هنالك حتما أنواع مختلفة للسمات يتّصف بها الأفراد والجماعات ، وقد اختلفت أنواع السمات في طروحات المنظّرين وفرضياتهم ، ويمكن لنا إيجاز هذه الأنواع :