علم الأئمّة (ع) بالغيب و الاعتراض عليه بالإلقاء للنفس إلي التهلکة.. - صفحه 79

حول شهادة الحسين عليه السلام

ثمّ إنّ للشيخ الطوسي كلاما حول أعذار الحسين عليه السلام في مخرجه ومقتله ، ذكره في تلخيص الشافي ، وهو بعين العبارة مذكورٌ في كتاب تنزيه الأنبياء للسيّد المرتضى ، فلا بدّ من ذكره ، سؤالاً وجوابا ؛ لارتباطه الوثيق بهذا المبحث :
فإن قيل : فما أعذار الحسين عليه السلام ؟ ! لأنّه خرج بأهله وعياله إلى الكوفة ، والمستولي عليها أعداؤه والمتأمّر فيها من قبل يزيد منبسط اليد والأمر والنهي ، وقد رأى صنيع أهل الكوفة بأبيه وأخيه عليهماالسلام وأنّهم غادرون خوّانون ؟ !
وكيف خالف ظنُّه ظنّ جميع أصحابه ؛ لأنّ ابن عبّاس ـ رحمة اللّه عليه ـ أشاربالعدول عن خروجه ، وقطع على العطب ، وابن عمر لمّا ودّعه يقول : أستودعك اللّه من قتيل ، وأخوه محمّد مثل ذلك ، إلى غير من ذكرناه ممّن تكلّم في هذا الباب ؟ !
ثمّ لمّا علم بقتل مسلم بن عقيل ـ وقد أنفذه رائدا له ـ كيف لم يرجع ، ويعلم الغدر من القوم ، وتفطّن بالحيلة والمكيدة ؟ ! ثمّ كيف استجاز أن يحارب بنفرٍ قليلٍ ، لجموعٍ عظيمةٍ خلفها موادّ لها كثيرةٌ ؟ ! ثمّ لمّا عرض عليه ابن زياد الأمان وأن يبايع يزيد ، كيف لم يستجب حقنا لدمه ودماء من معه من أهله وشيعته ومواليه ؟ ! ولم ألقى بيده إلى التهلكة ؟ !
وبدون هذا الخوف سلّم أخوه الحسنُ عليه السلام الأمر إلى معاوية ؟ !
وقد أجابا عن جميع ما ورد في السؤال بتفصيل ، ونحن نقسّمه إلى مقاطع؛ لتسهيل الإرجاع إليها .

صفحه از 135