ثقة الاسلام أبو جعفر الكلينى (... ـ 329ق / 939 م) - صفحه 183

فى الباب الرابع من كتاب النبوة من جامع الاُصول حيث خرج حديثا من صحيح أبى داود عن النبى صلى الله عليه و آله انّ اللّه يبعث لهذه الأمة عند رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها».
ثم قال فى شرح غريب هذا الباب: و الأجدر أن يكون ذلك اشارة الى حدوث جماعة من الأكابر المشهورين على رأس كل مائة يجددون للناس دينهم، و يحفظون مذاهبهم التى قلدوا فيها مجتهديهم و أئمتهم و نحن نذكر المذاهب المشهورة فى الاسلام التى مدار المسلمين فى أقطار الارض هى: مذهب الشافعى، و أبى حنيفة، و مالك، و أحمد، و مذهب الإمامية، و من كان المشار اليه من هؤلاء كان رأس كل مائة.
و كذلك من كان المشار إليه من باقى الطبقات، و أما من كان قبل تلك المذاهب المذكورة فلم يكن الناس مجتمعين على امام بعينه و لم يكن قبل الا المائة الأولى.
ثم انهعدّ ممن كان مجددا لمذهب الامامية على رأس المائة الأولى، محمدا بن على الباقر عليه السلام ، و على رأس المائة الثانية على بن موسى الرضا عليه السلام ، و على رأس المائة الثالثة أبا جعفر محمد بن يعقوب الكلينى الرازى، و على رأس المائة الرابعة المرتضى الموسوى أخا [الشريف] الرضى. ۱
و ذكره العلامة الخوانسارى فى روضات الجنات فقال: فشأن الرجل أجل و أعظم من أن يختفى على أعيان الفريقين، أو يكتسى ثوب الاجمال لدى ذى عينين، أو ينتفى أثر إشراقه يوما من البين، اذ هو فى الحقيقة أمين الإسلام، و فى الطريقة دليل الأعلام، و فى الشريعة جليل قدّام، ليس فى وثاقته لأحد كلام، و لا فى مكانيه عند أئمّة الأنام، و حسب الدّلالة على اختصاصه بمزيد الفضل، و اتقان الأمر، اتفاق الطائفة على كونه أوثق المحمد بن الثلاثة [المقصود صاحب الترجمة، و الشيخ الصدوق (قده ـ انظر ترجمته فى هذا المؤلّف)، و الشيخ الطوسى (قده ـ انظر ترجمته، فى هذا المؤلّف ايضا)] الذين هم أصحاب الكتب الاربعة [الكافى، من لا يحضره الفقيه، و الاستبصار ـ و كتاب التهذيب، انظرها فى تراجم مؤلفيها (الصدوق و الطوسى و الكلينى فى هذا المصنف)]، و رؤساء هذه الشرعة المتبعة.
كما نقل عن شيخنا الشهيد الأول[هو شيخ الأجل الأفقه أبو عبداللّه محمد بن الشيخ

1.كما أشار الى هذا الموضوع العلامة خوانسارى فى روضات الجنات، ج ۶، ص ۱۱۰ أيضا.

صفحه از 206