الذريعة الى تصانيف الشيعة (ج 17، ص 245، الرقم 96) و قال: «الكافى فى الحديث، و هو من أجل الكتب الأربعة الاُصول المعتمدة عليه، لم يكتب مثله فى المنقول من آل الرسول، لثقة الاسلام محمد بن يعقوب بن اسحاق الكلينى الرازى ابن أخت علّان الكلينى، و المتوفى سنة 328ق [329ق ]مشتمل على أربعة و ثلاثين كتابا، و ستة و عشرين بابا، و أحاديثه حُصِرت فى ستة عشر ألف حديث، الصحيح 5072، الحسن 144، الموثوق 178، القوى 302، الضعيف 9485، مائة و تسعة و تسعون حديثا ازيد من جميع الصحاح الستة، لأن الصحيحين أقل من سبعة آلاف، و البقية لاتبلغ التسعة.
اوله:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمدللّه المحمود لنعمته، المعبود لقدرته، المطاع فى سلطانه، المرهوب لجلاله، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره فى جميع خلقه، علا فستعلى ودنى فتعالى، و ارتفع فوق كل منظر، الذى لابدء لأوليته و لا غاية لأزليته القائم قبل الأشياء و الدائم الذى به قوامها، و القاهر الذى لايؤوده حفظها، و القادر الذى بعظمته تفرد بالملكوت و بقدرته توحد بالجبروت و بحكمته أظهر حججه على خلقه، اخترع الأشياء انشاء و ابتدعها ابتداء بقدرته و حكمته، لا من شى ء فيبطل الاختراع و لالعلة فلا يصح الابتداع، خلق ما شآء كيف شآء، متوحدا بذلك لاظهار حكمته و حقيقة ربوبيته. لاتضبطه العقول، و لا تبلغه الأوهام، و لاتدركه الأبصار، و لا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة، و كلت دونه الأبصار، و ضل فيه تصاريف الصفات، احتجب بغير حجاب محجوب، و استتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية ووصف بغير صورة و نعت بغير جسم، لا اله الا اللّه الكبير المتعال، ضلت الأوهام عن بلوغ كنهه و ذهلت العقول أن تبلغ غاية نهايته، لا يبلغه حد وهم و لا يدركه نفاذ بصر و هو السميع العليم، احتج على خلقه برسله و أوضح الأمور بدلائله و ابتعث الرسل مبشرين و منذرين، ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حىّ عن بينة و ليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيته بعد ما انكروه و يوحدوه بالإلهيّة بعد خما اضدّوه، أحمد حمدا يشفى النفوس