كتاب الكافى - صفحه 365

الاهتمام بالكافى

قال الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثى فى الكلينى: «كان أوثق الناس فى الحديث وأنقدهم له وأعرفهم به، صنّف الكافى وهذّبه وبوّبه فى عشرين سنة، وهو مشتمل على ثلاثين كتابا، يحتوى على ما لا يحتوى غيره» ۱ .
وقال النورى عن الكافى: «أجلّ من غيره من حيث الاعتبار والاعتماد؛ لأنّه جمع الاصول الأربعماءة؛ لأنها كانت تمامها موجودة فى عصره كما يظهر من ترجمة أبى محمّد هارون بن موسى التلعكبرى المتوفى سنة 385، وقد جاء فى ترجمته أنّه روى جميع الاصول والمصنّفات» ۲ .

أسلوب التأليف

قال الكلينى فى المقدمة: «أمّا بعد، فقد فهمت يا أخى ما شكوت من اصطلاح أهل دهرنا على الجهالة وتوازرهم وسعيهم فى عمارة طرقها، ومباينتهم العلم وأهله، حتّى كاد العلم معهم أن يأزر كلّه وينقطع موادّه، لما قد رضوا أن يستندوا إلى الجهل، ويضيّعوا العلم وأهله.
وسألت: هل يسع الناس المقام على الجهالة والتديّن بغير علم، إذا كانوا داخلين فى الدين، مقرّين بجميع اموره على جهة الاستحسان، والنشوء عليه والتقليد للآباء والإسلاف والكبراء، والاتّكال على عقولهم فى دقيق الإشياء وجليلها؟ ـ إلى أن قال: ـ وذكرت أنّ امورا قد أشكلت عليك، لاتعرف حقائقها؛ لاختلاف الرواية فيها، وأنّك تعلم أنّ اختلاف الرواية فيها لاختلاف عللها وأسبابها، وأنّك لاتجد بحضرتك من تذاكره وتفاوضه ممّن تثق بعلمه فيها، وقلت: إنّك تحبّ أن يكون عندك كتاب كاف يجمع [فيه] من جميع فنون علم الدين ما يكتفى به المتعلّم، ويرجع إليه المسترشد، ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام ، والسنن القائمة التى عليها العمل، وبها يؤدّى فرض اللّه عز و جل وسنّة نبيّه صلى الله عليه و آله ، وقلت: لوكان ذلك رجوت أن يكون ذلك سببا يتدارك اللّه [تعالى] بمعونته وتوفيقه إخواننا وأهل ملّتنا

1.وصول الأخيار، ص ۷۰.

2.مستدرك الوسائل، ج ۳، ص ۵۳۲.

صفحه از 380