كتاب الكافى - صفحه 375

ركب قالوا: يا رسول اللّه إنّا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه؟ فقال: نعم استقبلنى جبرئيل عليه السلام فبشّرنى ببشارات من اللّه عز و جل، فسجدت للّه شكرا لكلّ بشرى سجدة.
عنه، عن عثمان بن عيسى، عن يونس بن عمّار، عن أبى عبد اللّه عليه السلام قال: «إذا ذكر أحدكم نعمة اللّه عز و جل فليضع خدّه على التراب شكرا للّه ، فإن كان راكبا فلينزل فليضع خدّه على التراب، وإن لم يكن يقدر على النزول للشهرة فليضع خدّه على قربوسه، وإن لم يقدر فليضع خدّه على كفّه ثمّ ليحمد اللّه على ما أنعم اللّه عليه» ۱ .
فان الروايات الثلاث الأخيرة كلها بالسند المتقدم وهو رواية الكلينى عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد اللّه .
قال الحارثى: «ما يرويه الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله فى الكافى بقوله: محمّد بن يحيى مثلاً، فالمراد حدثنا محمد بن يحيى أو أخبرنا قراءة أو إجازة أو نحو ذلك، أو المراد: رويت عن محمّد بن يحيى بنوع من أنواع الرواية. فإذا قال بعد ذلك: عن فلان، فكأنه قال: إنّ محمدا مثلاً قال: رويت عن فلان بنوع من أنواع الرواية كما قلناه، فحذف القول ومقوله وبقى متعلّق القول اختصارا. وما يرويه الشيخ الطوسى رحمه اللهفى الكتابين و غيره عمّن لم يلقه قطعا نحو قوله: الحسين بن سعيد، فالمراد: حدثنا الحسين بن سعيد أو أخبرنا أو روى لنا بنوع من أنواع الرواية، ولكن بوسائط رجال السند المتصل به الذى قد تقرر. وهذا الاصطلاح من خواص أصحابنا، وإنما اعتمدوا ذلك لكثرة أحاديثنا وكون المقصود اتصال سند الرواية بأىّ نوع اتفق. فأتوا بلفظ يندرج تحته الجميع روما للاختصار، وإن كان تبيين وجه المأخذ فى كل راوٍ أحسن، كما يفعلونه فى كثير من المواضع» ۲ .
وقال صاحب المنتقى: «فاعلم أنّه اتّفق لبعض الأصاحب توهّم الإنقطاع فى جملة من أسانيد الكافى؛ لغفلتهم عن ملاحظة بنائه لكثير منها على طرق سابقة؛ وهى طريقة معروفة بين القدماء، والعجب أنّ الشّيخ رحمه اللهربما غفل عن مراعاتها، فأورد الإسناد من الكافى بصورته، ووصله بطريقه عن الكلينى من غير ذكر للواسطة المتروكة، فيصير

1.الكافى، ج ۲، ص ۹۸.

2.وصول الأخيار، ص ۱۵۸.

صفحه از 380