كتاب الكافى - صفحه 379

ولكن التّأمل فى أسانيده يفيد أنّ أغلب الطبقة بعد مشايخه هم أصحاب كتب فى الحديث، وقد صرّح أنّه ينقل عن مشايخه عنهم. وعليه، فتلك الكتب هى مصادره والسند إليها واليهم مشايخه.
مثال ذلك: أحمد بن محمد بن عيسى الأشعرى له كتب، والرواة عنه عدة منهم: على بن إبراهيم القمى. وهذا شيخ الكلينى، فيظهر أنّ ما رواه الكلينى عن القمى المذكور عن الأشعرى المذكور هو عن كتاب له باسناده، والدليل على ذلك: أنّ جماعة من مشايخ الكلينى يعبّر عنهم كثيرا بالعدة، ذكرهم الشيخ النجاشى (ت / 450) رواة عن الأشعرى المذكور. قال النجاشى ما نصّه: «أخبرنا بكتبه الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه ، وأبو عبد اللّه بن شاذان، قالا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، عنه بها. وقال لى أبو العباس: أحمد بن علىّ بن نوح، أخبرنا بها أبو الحسن بن داود، عن محمّد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، ومحمّد بن يحيى، وعلى بن موسى بن جعفر، وداود بن كورة، وأحمد بن ادريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى بكتبه». ۱
والمقارنة بين كتب الرواة المذكورين المتيسّرة اليوم بما فيه بعض الاصول الأربعماءة يكشف بوضوح أنّ الكلينى اعتمد على كتبهم ونقل عنها، ثم وزّعها على الأبواب فى الكافى ونكتفى بمثال واحد لذلك:
روى الكلينى فى كتاب الأطعمة ـ باب الكرّاث: «عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبى عبد اللّه ، عن محمّد بن عيسى أو غيره، عن عبد الرحمن، عن حمّاد بن زكريا، عن أبى عبد اللّه عليه السلام قال: ذكرت البقول عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال: «كلوا الكرّاث؛ فإن مثله فى البقول كمثل الخبز فى سائر الطعام ـ أو قال: الإدام ـ »الشك من محمد بن يعقوب ۲ .
قال الجلالى: كذا ورد فى النسخة المطبوعة 1379، وفى المخطوطة 674 ما نصه: «والشك منى»، ونجد أنّ الراوى بعد العدة هو أحمد بن أبى عبد اللّه وهو البرقى (ت / 274 ح) صاحب المحاسن، وقد روى نص الحديث فى المحاسن بنفس السند ص 425 ط النجف 1384. وفى نهاية الحديث ما نصّه: «والشك منّى»، ومن ذلك يظهر أن

1.رجال النجاشى، ج ۱، ص ۲۱۸.

2.الكافى، ج ۶، ص ۳۶۵.

صفحه از 380