131
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.الأرض حتّى الحوت في البحر ، وفضلُ العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلةَ البدر ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء ، إنَّ الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما ، ولكن ورَّثوا العلمَ ، فمَنْ أخَذَ منه أخذ بحظٍّ وافرٍ» .

۲.محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :«إنَّ الذي يُعلّم العلمَ منكم له أجرٌ مثلُ أجرِ المتعلّمِ ، وله الفضلُ عليه ، فتعلّموا العلمَ من حَمَلَةِ العلم ، وعلّموه إخوانَكم

ذي شعور من الجنّ والإنس وسائر الحيوانات يطلب المغفرة؛ يعني إصلاح الحال الحاصل من ستر الزلّات والتجاوز عن السيّئات، أو من التثبيت ۱ على الصراط المستقيم المفضي إلى البقاء والنجاة لطالب العلم وإن كان طلب بعضهم بل طلب كلّهم في بعض الأوقات من حيث لا يدري.
ثمّ الملائكة أيضا يستغفرون له لأمر ۲ اللّه تعالى، ولحبّهم العلماء، ولإرادتهم ببقاء ۳ ذلك الأنواع، فكلّ عاقل كامل من ذوي العقول ـ عِلْويا كان أو سِفْليا ـ يطلب المغفرة لطالب العلم من حيث يدري، وكلّ جاهل ناقص العقل من ذوي العقول وكلّ ما لا يعقل من ذوي الحياة يطلب المغفرة له من حيث لا يدري. ۴
ويحتمل أن يكون المراد بطالب العلم المعنى اللغوي الشامل للعرفي وللأنبياء والأوصياء أيضا؛ لأنّ كلّهم يطلبون العلم من اللّه تعالى، وحينئذٍ الاستغفار هو طلب صلاح الحال بالتثبيت على الصراط المستقيم الموجب للبقاء والنجاة.
وقوله: (وفضل العالم) إلخ، ظاهر.
قوله عليه السلام : (إنّ الذي تعلّم العلم)
أي العلم الحقّ النافع، ولا سيّما العلوم الدينيّة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام .
وقوله عليه السلام : (وله أجر مثل أجر المتعلّم وله الفضل) ظاهره مساواة أجر التعليم والتعلّم

1.في المرآة العقول: «و التثبّت».

2.في مرآة العقول: «بأمر».

3.في مرآة العقول: «بقاء».

4.نقل هذه الحاشية بطولها العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۱، ص ۱۱۴ بعنوان «قيل».


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
130

۰.لتَضَعُ أجنحتَها لطالب العلم رضا به، وإنّه يَستغفرُ لطالب العلم مَن في السماء ومَن في

«وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ» ۱ .
وقوله عليه السلام : (رضا به) أي بطلب العلم أو بطالبه لطلبه؛ يعني لأنّه يرتضي طلب العلم، أو طالبه لطلبه، أو لإرضاء طالبه.
وقوله عليه السلام : (يستغفر لطالب العلم مَن في السماء ومَن في الأرض حتّى الحوت).
أقول: يعني يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض من الملائكة حتّى الملك الموكّل على الحوت في البحر، والمقصود أنّه يستغفر له جميع الملائكة: ملائكة السماوات وملائكة الأرضين حتّى الملائكة الموكّلين على الحيتان في البحار.
ويحتمل أن يكون «يُستغفَر» على صيغة المجهول، ويكون لفظ «بعدد» قبل «من في السماء» مقدّرا، أي يُستغفَر لطالب العلم بعدد من في السماء إلخ؛ يعني يُستغفَر له بعدد كلّ ذي حياة، والمُستَغفر الملك. والتعبير بلفظة «مَن» ـ وهي لذوي العقول ـ لتغليب ذوي العقول على غيرهم.
ويحتمل أن يقال: لمّا كان غاية وجود الجنّ والإنس المعرفةَ، أو العبادةَ المستلزمة لها ـ ولو لم يكن التعليم والتعلّم مطلقا ـ لما بقوا طرفة عين؛ لقوله تعالى: «وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلّا لِيَعْبُدُونِ»۲
قد يقال: أي ليعرفونِ، وكان بقاء سائر الحيوانات ببركة بقاء العالمين العابدين من المكلّفين كما يظهر من الحديث، وكلّ ذي شعور سواء كان عاقلاً أم غير عاقل يريد بقاءه وصلاحَ حاله وسقوطَ ما ينجرّ إلى زواله وسوء حاله، وكلُّ ما يتوقّف عليه ذلك المطلوب يكون مرادا ومطلوبا له سواء كان مشعورا به ۳
أم لا، فطلب ذلك المطلوب ورغبته وإرادته من الجنّ والإنس وسائر الحيوانات متضمّن لطلب ما يتوقّف عليه حصول ذلك المطلوب لهم من إبقاء طالب العلم وإصلاح حاله وإن كان من حيث لا يشعر، فظهر من هذا أنّ كلّ

1.الإسراء (۱۷): ۲۴.

2.الذاريات (۵۱): ۵۶.

3.في مرآة العقول: + «له».

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 143146
صفحه از 739
پرینت  ارسال به