121
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.وتأويلَ الجاهلين» .

والمسترشدين بهم كالعلماء المحقّة من الفرقة الناجية تغييرَ المجاوزين الحدَّ من الذين وصل إليهم العلم والحديث، وغيّروه لأهوائهم بالزيادة، أو النقصان، أو التصحيف.
والانتحال أن يدّعي لنفسه ما لغيره، كأن يدّعي الآية، أو الحديث الوارد في غيره أنّه فيه، أو يدّعي الذي لم يصل إليه العلم أنّه وصل إليه بأن يكذب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأسند إليه الأحاديث الموضوعة. والمبطلين الذين ضيّعوا الحقّ وأخفوه، وجاؤوا بالباطل وقرّروه.
(وتأويل الجاهلين) تنزيلهم الكلام على خلاف الظاهر من المعاني الباطلة كما فعله الملاحدة مثلاً. والتأويل إنّما يصحّ ويجوز من العالم بل الراسخ في العلم.
ثمّ لا يذهب عليك أنّ المراد بأخذ العلم عن الأئمّة عليهم السلام أعمّ من أن يكون بلا واسطة، أو بوساطة العدول من الرواة حتّى تنتهي السلسلة إليهم عليهم السلام ، وحينئذٍ فلا إشكال في زمان الغيبة الكبرى؛ لأنّ الطالب في هذا الزمان يتمكّن من أخذ العلم عنهم بالواسطة، وهذا القدر يكفي للنجاة، كيف لا، وأكثر الطالبين في زمان ظهورهم المتفرّقين في البلاد، بل بعض حاضري البلد أيضا ـ كما يظهر من تتبّع الأخبار ـ أخذوا العلم عنهم عليهم السلام بوساطة أصحابهم رضي اللّه عنهم مع تمكّنهم من الوصول إلى جنابهم، فإذا كان هذا كافيا في زمان الحضور، ففي زمان الغيبة بطريق أولى.
نعم، ما لم يكن فيه سبيل إلى الأخذ بالواسطة عنهم في هذا الزمان كمسألة لم يصل إلينا دليلها منهم عليهم السلام بأيّ وجه من الوجوه، فالصواب التوقّف فيه وعدم المصير إلى الأخذ عن الجاهل.
ويحتمل أن يكون معنى الحديث أنّ في كلّ مدّة وزمان بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى انقراض العالم ـ ومن جملتها مجموع زمان إمامة حسن بن عليّ العسكري ومحمّد بن الحسن عليهماالسلامإلى انقراض الدنيا ـ أئمّةً ينفون عن العلم لخواصّهم تحريفَ الغالين إلخ. ولا شكّ في أنّ ذلك المعنى في زمان الغيبة الكبرى أيضا متحقّق بالنسبة إلى خواصّ القائم وخدمه عليه السلام .
ويحتمل أن يكون المراد بقوله: (ينفون عنه) إلخ أنّهم عليهم السلام يضبطون العلم كما هو حقّه


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
120

۰.فانظُروا عِلْمَكم هذا عمّن تأخذونه؟ فإنَّ فينا ـ أهلَ البيت ـ في كلّ خَلَفٍ عُدولاً
يَنفون عنه تحريفَ الغالين ، وانتحالَ المبطلين ، .........

ويؤخذ من مأخذه ولا يساهل فيه ـ فنبّه عليه السلام عليه بقوله: (فانظروا عِلْمَكم هذا) أي الأحاديث فإنّها علم الدين (عمّن تأخذونه) ۱ أي لا تأخذوه عمّن لم تأخذ عن النبيّ كما ينبغي، بل بالغوا في معرفة الطريق المستقيم الموصل إليه؛ لأنّ التساهل في معرفة طريق الوصول إلى المطلوب تساهل في المطلوب.
والخَلف ـ بفتح اللام وسكونها ـ : كلّ من يجيء بعد من مضى، إلّا أنّه بالتحريك في الخير، وبالتسكين في الشرّ، يقال: خَلَفُ صدقٍ وخَلْفُ سَوءٍ، والمراد في هذا الحديث المفتوح.
(والعدول) جمع عدل بمعنى عادل، وصف به للمبالغة، والعادل هاهنا هو الملتزم للطريقة الفاضلة المتوسّطة بين طرفي الإفراط والتفريط، والمراد الإمام عليه السلام .
والتحريف: ۲ التغيير وصرف الكلام عن وجهه.
والغالين: المجاوزين الحدَّ ۳ .
فقوله عليه السلام : (إنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً) يعني إنّ فينا أهل البيت في كلّ قرن من القرون بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى زمان الغيبة الكبرى أئمّةً، سواء كان اثنين ۴ أو أكثر؛ لأنّ القرن قد يطلق على مئة سنة؛ لقوله صلى الله عليه و آله لغلام: عِش قرنا، فعاش مئة سنة ۵ ولا شكّ في وجود اثنين أو أكثر منهم عليهم السلام قبل زمان الغيبة الكبرى في كلّ قرن بهذا المعنى بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
وقوله عليه السلام : (يَنفون عنه تحريفَ الغالين) ينفون عن العلم للسائلين التابعين لهم

1.كتب في النسخة ما بين السطور شيئا لا يقرأ.

2.هنا في النسخة زيادة لفظة «و».

3.قارن الحاشية على اُصول الكافي للنائيني، ص ۹۷ ـ ۹۸.

4.في النسخة: «اثنان». وكذا في المورد الآتي.

5.الفائق في غريب الحديث، ج ۳، ص ۷۹ (قرن) . وعنه في مناقب ابن شهرآشوب، ج ۱، ص ۱۰۱ . وعنه في بحار الأنوار، ج ۱۸، ص ۳۹ . وانظر أيضا: النهاية، ج ۴، ص ۵۱ (قرن)؛ لسان العرب، ج ۱۳، ص ۳۳۴ (قرن).

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 145670
صفحه از 739
پرینت  ارسال به