123
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.وفي رواية اُخرى : «العلماءُ مَنارٌ ، والأتقياءُ حصونٌ ، والأوصياءُ سادةٌ» .

۶.أحمدُ بن إدريس ، عن محمّد بن حسّان ، عن إدريس بن الحسن ، عن أبي إسحاقَ الكنديّ ، عن بَشير الدهّان ، قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام :«لا خيرَ فيمن لا يتفقّهُ من أصحابنا ، يا بشير ، إنّ الرجلَ منهم إذا لم يَستَغْنِ بفِقْهِهِ احْتاجَ إليهم ، فإذا احْتاجَ إليهم أدخَلوهُ في باب ضَلالتهم وهو لا يَعْلَمُ» .

۷.عليُّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، عن آبائه، قال:«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا خيرَ في العيش إلّا لرجلين:عالم مُطاع، أو مُستمع واع» .

۸.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ؛ ومحمّدُ بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن سَيف بن عميرة ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :

عن نزول العذاب عليهم في الدنيا، ويدفع اللّه بهم البلاء عن غيرهم كالحِصن بالنسبة إلى المدينة.
والسادة جمع السيّد وهو الرئيس المطاع الذي لم يكن لأحد الخروج من طاعته، أي الأوصياء اُمراء على العلماء والأتقياء وغيرهما، يأمرونهم بالتعلّم والحفظ والتعليم والتقوى، وباتّباع العلماء والمتّقين في اُمور الدنيا والدين، وينهونهم عمّا يضادّها.
والمنار موضع النور وعَلَمُ الطريق، والمراد به المهتدى به ۱ .
قوله عليه السلام : (إنّ الرجل منهم) أي من أصحابنا.
وقوله: (احتاج إليهم) أي إلى المخالفين في حال شدّة التقيّة، أو في موضع لا يجد أحدا من فقهاء الأصحاب ليستغني عنه (فإذا احتاج إليهم) راجعهم وعاشرهم وجالسهم، وإذا فعل كذلك أدخلوه في باب ضلالتهم (وهو لا يعلم) أي يُحَسّن الشيطان قولهم وعملهم في نظره فيميل إليهم، ويدخل في باب ضلالتهم من حيث لا يشعر ۲ .
قوله عليه السلام : (أو مُستمع واع) تقول: وعيتُ الحديث، إذا فهمتَه وحفظتَه.

1.قارن الحاشية على اُصول الكافي للنائيني، ص ۱۰۰.

2.قارن الحاشية على اُصول الكافي للنائيني، ص ۱۰۰ ـ ۱۰۱.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
122

۳.الحسينُ بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن حمّاد بن عثمانَ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«إذا أرادَ اللّهُ بعبد خيرا فَقَّهَه في الدين» .

۴.محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى ، عن رِبْعِيّ بن عبداللّه ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قال :«الكمالُ كلُّ الكمالِ : التفقّهُ في الدين ، والصبرُ على النائبة ، وتقديرُ المعيشة» .

۵.محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«العلماءُ اُمناءُ ، والأتقياءُ حصونٌ ، والأوصياءُ سادةٌ» .

بحيث لا يضرّه من حيث إنّه محفوظ مضبوط عندهم (تحريف الغالين) إلخ.
ويحتمل أن يكون المراد بالعدول العدل الواحد عبرة عنه للمبالغة في كثرة تحقّق ذلك المعنى فيه، ولمّا كان الفعل الصادر عن واحد قد ينسب إلى الجماعة لرضاء الباقين بصدوره عنه قال: ينفون عنه، فمعنى الحديث أنّ فينا أهل البيت في كلّ زمان ومدّة بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى انقراض العالم عدلاً، أي إماما معصوما ۱ ، ينفي عن العلم تحريف الغالين، أي يحفظ ويضبط العلم على ما هو عليه بحيث لا يتطرّق عليه ـ من حيث هو مضبوط عنده، محفوظ في ذهنه ـ فسادٌ وخلل، ولا يضرّه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. والمقصود أنّ العلم الحقّ المحفوظ من الفساد والخلل من جميع الوجوه بعد النبيّ إلى انقراض العالم إنّما يكون عند الأئمّة عليهم السلام وليس عند غيرهم، فيجب لطالب الحقّ أن يأخذه منهم سواء كان بلا واسطة أو بوساطة أو بوسائط.
قوله عليه السلام : (الصبر على النائبة) [أي] ما ينزل بالإنسان من المهمّات والحوادث. وتقدير الشيء: التفكّر في تسوية أمره وتعديله، فتقدير المعيشة عبارة عن جعلها بين الإسراف والتقتير.
قوله عليه السلام : (العلماء) أي الذين علومهم مقتبسة من مشكاة النبوّة (اُمناءُ) أي معتمد عليهم، موثوق بهم فيما آتاهم اللّه من فضله من المعرفة والعلم، فيحفظونه حقّ التحفّظ، ويوصلونه إلى مستحقّه (والأتقياءُ حصونٌ) لأنّ بتقواهم واجتنابهم عن المحرّمات يحصل حفظ الاُمّة

1.في النسخة: «عدل، أي إمام معصوم».

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 145668
صفحه از 739
پرینت  ارسال به