127
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۲.الحسين بن محمّد الأشعريّ ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمدَ بن عائذ ، عن أبي خديجةَ سالِمِ بن مُكْرَمٍ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«النّاسُ ثلاثَةٌ : عالمٌ ، ومتعلّمٌ ، وغُثاءٌ» .

۳.محمّد بن يحيى ، عن عبداللّه بن محمّد ، عن عليّ بن الحَكَم ، عن العلاء بن رَزينٍ ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي حمزةَ الثمالي ، قال : قال لي أبو عبداللّه عليه السلام :«اغْدُ عالما ، أو متعلّما ، أو أحِبَّ أهلَ العلم ، ولا تكن رابعا فتَهْلِكَ بِبُغْضِهم» .

۴.عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن جميل ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : سمعته يقولُ :«يَغدوا النّاسُ على ثلاثة أصنافٍ : عالِمٍ ، ومتعلّمٍ ، وغُثاءٍ ؛ .........

وقوله: «ثمّ هلك» إلخ إشارة إلى أنّ الفرقة الثانية هالكة؛ لهلاك أئمّتهم، وخاسرة؛ لخسرانهم، والفرقتين الباقيتين ناجيتان.
قوله عليه السلام : (الناس ثلاثة: عالم)
بالعلم اليقيني بالمعارف الإلهيّة والعلوم الحقيقيّة، وجميع الأحكام الشرعيّة الواقعيّة كالأئمّة عليهم السلام .
(ومتعلّم) من العالم الحقيقي، سواء كان ابتداءً أو بواسطة أو بوسائط، وسواء كان علمه يقينيا فيما يجب فيه بل يممكن اليقينُ، أو ظنّيا اجتهاديا فيما لا يمكن فيه تحصيل اليقين كعلماء الشيعة، أو تقليديا فيما لا يجب فيه اليقين كعوامّهم، وسواء كان التعلّم صنعة لهم أم لا، بل يستفيدون في الجملة في بعض الأحيان عن العلماء الذين هم يتعلّمون منهم عليهم السلام كعوامّ الشيعة، وهم الذين سيعبّر عنهم آنفا ۱ بمحبّ أهل العلم. وأمّا بعض العوامّ الخارج عن ذلك المعنى فإطلاق اسم الشيعة عليه مجاز ليس بشيعة حقيقة؛ لأنّه لا يحبّ أهل العلم، فلا يحبّ أهل البيت، فليس بشيعة، ووجه تخصيص العالم وتعميم المتعلّم في هذا الحديث كما فعلناه.

1.في الحديث الآتي.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
126

۰.ومُتعلِّمٍ من عالِم على سبيل هُدًى من اللّه ونَجاةٍ ، ثمَّ هلكَ من ادَّعى ، وخابَ من افْتَرى» .

وصاحب الجهل البسيط يدّعي العلم بإسناده إلى نفسه بالأكاذيب والمفتريات على اللّه وعلى رسوله ونحوها ولا علم له، معجب بما عنده من الجعل والتزوير.
والصنف الثالث: توابع أئمّة الهدى عليهم السلام وشيعتهم، وأشار إليه بقوله: (ومتعلّم من عالِم على سبيل هُدىً من اللّه ونجاةٍ) أي من عالم يستقرّ ذلك العالم على سبيل هدى من جانب اللّه وسبيل نجاة منه. والمراد بالتعلّم من العالم أعمّ من أن يكون متعلّما من العالم ابتداءً أو بواسطة أو بوسائط، سواء كان علمه يقينيا برهانيا أو ظنّيا، اجتهاديا أو تقليديا، حاصلاً من اتّباع صاحب أحد العلمين الأوّلين من المتعلّمين.
وقوله عليه السلام : (ثمّ هلك من ادّعى، وخاب من افترى) أي بعد انقسام الناس إلى ثلاثة أقسام، هلك في الآخرة بالعذاب ۱ الأبدي القسم الأوّل من الصنف الثاني؛ لعمله بمقتضى جهله، وادّعائه العلمَ من اللّه لنفسه، والبقاء على ضلاله، وإضلاله للناس، وإضاعته للحقّ، وإعلائه للباطل «وخاب» وخسر؛ لقوله على اللّه من غير علم، والإفتاء في حكم اللّه من غير دليل، والافتراء على اللّه كما قال تعالى: «أَرَأيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراما وَحَلالاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ»۲ .
وإنّما خصّ القسم الأوّل ـ يعني أئمّة الضلالة من الصنف الثاني ـ بالهلاك مع اشتراك القسمين فيه؛ لأنّهم الأصل في العذاب، ولأنّ عذابهم أشدّ من عذاب متّبعهم.
والثاني: أنّ الناس اتّبعوا ورجعوا في دينهم بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى ثلاثة أصناف:
بعضهم اتّبعوا أئمّة الهدى عليهم السلام بلا واسطة، وإليه أشار بقوله: «آلوا إلى عالم» إلى قوله: «وجاهل».
وبعضهم اتّبعوا أئمّة الضلالة، وإليه أشار بقوله: «وجاهل» أي وآلوا إلى جاهل مدّع إلخ.
وبعضهم اتّبعوا علماء المحقّة من الفرقة الناجية، وإليه أشار بقوله: «ومتعلّم» أي وآلوا إلى متعلّم من عالم إلخ.

1.في النسخة: «بعذاب».

2.يونس (۱۰): ۵۹.

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 145611
صفحه از 739
پرینت  ارسال به