129
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

باب ثواب العالم والمتعلّم

۱.محمّدُ بن الحسن وعليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ؛ ومحمّدُ بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعا ، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ ، عن عبداللّه بن ميمون القدّاح ؛ وعليّ بن إبراهيمَ، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن القَدّاح، عن أبيعبدللّه عليه السلام ، قال :«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سَلَكَ طريقا يَطلُبُ فيه عِلْما سَلَكَ اللّه به طريقا إلى الجنّة ، وإنَّ الملائكةَ

أهل البيت عليهم السلام يبغضه العلماء، بل يبغضه اللّه ورسله والملائكة أجمعون ۱ ، أو لأنّ من لم يحبّهم من حيث إنّهم أهل العلم لم يحبّ المعلّم، ومن لم يحبّ المعلّم يبغضه العلماء، وذلك يوجب هلاكه، وحينئذٍ فقوله: «يبغضهم» إضافة إلى الفاعل.
أو معناه فتهلك بسبب أنّك تبغض العلماء. وهذا بناء على أنّ عدم حبّه للعلماء من حيث إنّهم علماء إنّما يكون سببَ عدم حبّ العلم؛ لحبّ الجهل الذي [هو ]صفته، وذلك يقضي لصاحبه إلى بغضهم فهلك، وحينئذٍ فقوله: «يبغضهم» إضافة إلى المفعول.

باب ثواب العالم والمتعلّم ۲

قوله عليه السلام : (يغدو الناس)
أي يكونون في كلّ صباح على ثلاثة أصناف، وشرح الباقي يظهر ممّا مرّ
قوله صلى الله عليه و آله وسلم: (من سلك طريقا يطلب فيه علما) أي علما نافعا، ولا سيّما علم الدين، والضمير للطريق أو السلوك، والجملة صفة أو حال؛ يعني تفكّر في تحقيق مسألة، أو أخذ العلم من العالم الحقيقي ابتداءً أو بواسطة أو بوسائط، أو مشى إلى أبواب العلماء للتعلّم، أو سافر للوصول إلى موضع تيسّر له فيه تحصيل العلم، أو تصفّح الكتب، أو نحو ذلك.
وقوله صلى الله عليه و آله : (سلك اللّه به طريقا إلى الجنّة) أي أدخله اللّه طريقا يوصل سلوكه إلى الجنّة، أو هداه اللّه إلى الحقّ ووفّقه للخير. والمراد بوضع الجناح: خفضه، وهو عبارة عن الشفقة والرحمة والتواضع له، تعظيما لحقّه أو إعانة له في قوله تعالى

1.في النسخة: «أجمعين».

2.العنوان من هامش النسخة.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
128

۰.فنحن العلماءُ ، وشيعتُنا المتعلّمون ، وسائرُ الناس غُثاءٌ» .

قوله عليه السلام في الحديث المسطور في آخر الباب: (فنحن العلماء وشيعتنا المتعلّمون وسائر الناس غثاء)
والغُثاء ـ بضمّ الغين المعجمة وبالثاء المثلّثة والمدّ ـ : ما يجيء فوق السيل ممّا يحمله من الزبد والوسخ وغيره، فالمراد هاهنا أراذل الناس وسقطهم وأهل البطالة.
قوله عليه السلام : (اُغدُ عالما)
أي كن في كلّ صباح عالما. وليس المراد بالعالم في هذا الحديث المعنى المذكورَ في حديثي: السابق واللاحق، بل المراد به الذي اكتسب علم الدين من الأئمّة عليهم السلام ابتداءً كان أو بواسطة أو بوسائط؛ يعني اكتسب اليقين منهم فيما يمكن تحصيل اليقين فيه، واكتسب الظنّ منهم فيما لا يمكن ذلك، وهذا أحد أقسام المتعلّم المذكور في الحديثين.
وقوله عليه السلام : (أو متعلّما) أي أو اُغد متعلّما من العالم بهذا المعنى. والمراد بالمتعلّم هاهنا من جعل التعلّم صفة له، وهو المعنى العرفي المعبّر عنه بطالب العلم لا المعنى اللغوي الصادق عليه، وعلى من استفاد بعض المسائل في بعض الأحيان.
وقوله عليه السلام : (أو أحبّ أهل العلم) أي العالم بالمعنيين والمتعلّم جميعا، فإنّ محبّ أهل العلم محبّ للعلم، ومحبّ العلم يأخذ العلم في الجملة ووقتَ الاحتياج إلى العمل ولو كان تقليدا من أهله، وبذلك يندرج في تحت المتعلّم بالمعنى العامّ، وأيضا محبّ أهل العلم يردّد عندهم ويعاشرهم ويجالسهم، وذلك يوجب استفادته منهم أحيانا، واندراجَه في سلك المتعلّم بالمعنى المذكور، فلا ينافي ذلك تثليث القسمة في حديثي: السابق واللاحق، بل هما أشمل من هذا؛ لأنّ تلك الأقسام الثلاثة مندرجة في تحت المتعلّم المذكور فيهما.
والقسم الرابع هو ما يعبّر عنه فيهما بالغُثاء، فبقي القسم الأوّل فيهما وهو العالم بالمعنى الذي يعبّر عنه عن الأئمّة عليهم السلام .
وقوله عليه السلام : (ولا تكن رابعا) أي خارجا من سلسلة أهل العلم وأحبّائهم، فتهلك بالعذاب الأبدي بسب أنّ العلماء يبغضونك؛ لأنّ من لم يحبّ أهل العلم ـ ومن جملتهم

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 145601
صفحه از 739
پرینت  ارسال به