259
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.وطول هَجعةٍ من الأُمم ، وانبساطٍ من الجهل ، واعتراضٍ من الفتنة ، وانتِقاضٍ من المبرَم ، وعَمىً عن الحقِّ ، واعتِسافٍ من الجور ، وامتِحاقٍ من الدين ، وتَلَظٍّ من الحروب ، على حين اصفرارٍ من رياض جَنّاتِ الدنيا ، ويُبْسٍ من أغصانها ، وانتثارٍ من وَرَقِها ، ويأسٍ من ثمرها ، واغورارٍ من مائها ، .........

وقوله عليه السلام : (وطول هَجْعَةٍ من الاُمم) أي طول غفلة من الاُمم. والهجعة ـ بفتح الهاء وسكون الجيم وفتح العين المهملة ـ : النوم بالليل، عبّر بها عن الغفلة بالجهالة.
وقوله عليه السلام : (وانبساطٍِ) أي انتشار (من الجهل) والاعتراض: المنع، فالمراد باعتراض الفتنة إفضاؤها إلى ترك كلّ حقّ.
وقوله عليه السلام : (وانتقاضٍ من المبرَم) أي المحكم من الشريعة السابقة. والاعتساف: الظلم. والجور نقيض العدل وضدّ القصد، فقوله: (واعتسافٍ من الجور) أي ظلم ناشٍ من الانحراف عن الشريعة والسبيل المستقيم.
وقيل ۱ : نسبة الاعتساف إلى الجور مجاز، وفيه مبالغة كقولهم: جدّ جدّه ۲ .
وقوله عليه السلام : (تَلَظٍّ مِنَ الحُروبِ) أي تلهّب من الحروب. وتلظّي النار: تلهّبها، حذفت الياء لالتقاء الساكنين: الياء والتنوين. شبّه الحروب بالنيران على الاستعارة بالكناية، وذكر التلظّي ترشيح، ولو شبّه الحروب بالنيران المتلظّية، كان ذكر التلظّي تخييلاً.
وقوله عليه السلام : (على حين اصفرارٍ من رياض جنّات الدنيا) معطوف على قوله: «على حين فترة» بحذف العاطف. والمقصود بيان أنّ الناس قبل البعثة كانوا في ضيق وقحط وبلاء.
ويحتمل أن يكون الظرف متعلّقا بـ «تلظّ».
والرياض جمع روضة وهي ما ينبت فيه البقل والعشب. والجنّة: البستان، والعرب يسمّي النخيل جنّة. والدنيا فُعلى من الدنوّ وهو القرب سمّيت؛ لقربها منّا بالنسبة إلى الآخرة، والتأنيث باعتبار أنّ موصوفها النشأة.

1.قائله الملّا خليل القزويني.

2.الشافي، ص ۲۴۰ (مخطوط)، وقريبه في الحاشية على اُصول الكافي للسيّد أحمد العلوي، ص ۱۹۵.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
258

۶.محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبةَ بن ميمون ، عمّن حدّثه ، عن المعلّى بن خُنيس ، قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام :«ما من أمر يَختلفُ فيه اثنان إلّا وله أصلٌ في كتاب اللّه عزَّ وجلَّ ، ولكن لا تَبلُغُه عقولُ الرجال» .

۷.محمّدُ بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، عن هارونَ بن مسلم، عن مسعدة بن صدقةَ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«قال أميرُالمؤمنين عليه السلام : أيّها الناسُ ، إنّ اللّهَ ـ تبارك وتعالى ـ أرسَلَ إليكم الرسولَ صلى الله عليه و آله وأنزَلَ إليه الكتابَ بالحقّ وأنتم اُمّيّون عن الكتاب ومَن أنزَلَه ، وعن الرّسول ومَن أرسَلَه ، على حين فَترةٍ من الرسل ، .........

قوله: (عن المعلّى بن خُنَيس)
بضمّ الخاء المعجمة وفتح النون ثمّ الياء المثنّاة تحت ثمّ السين.
وقوله عليه السلام : (ولكن لا تبلغه عقول الرجال) أي لا يقدر أكثرهم على أن يستنبط جميعه بل إنّما يقدر على ذلك الكُمَّلُ منهم كالنبيّ والأئمّة عليهم السلام ، وقد يبلغ على بعضه من هداه اللّه إليه، وخصّه بمزيد فضله.
قوله: (وأنتم اُمّيّون عن الكتاب) إلخ
يقال للعرب: اُمّيّون؛ لنسبتهم إلى ما عليه اُمّة العرب وجماعتهم من ترك تعلّم الكتابة وجهلهم بالكتاب وغفلتهم عنه، ثمّ غلّب فيمن لا يكتب.
وقد يقال: الاُمّي منسوب إلى الاُمّ، أي من هو باق على حالته الجبلّيّة التي ولد عليها ولم يكتب.
واللام في «الكتاب» و«الرسول» للجنس؛ يعنى أنتم جاهلون وغافلون عمّا أنزل اللّه تعالى من الكتب السماويّة ومن الرسل.
وقوله عليه السلام : (على حين فَترةٍ من الرُسُل) الظرف متعلّق بقوله: «أرسل إليكم الرسول». والفترة ـ بفتح الفاء وسكون التاء المثنّاة فوق ـ : السكون والضعف و الزمان الخالي من الرسول بين الرسولين، أي على طرف زمان خالٍ من الرسول بين الرسولين، أو في زمان ۱ خالٍ من الرسل وشريعتهم الباقية المحفوظة.

1.في هامش النسخة: زمان... يجيء بمعنى الظرف (منه عفي عنه).

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 150916
صفحه از 739
پرینت  ارسال به