265
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.قال : فأقبَلَ عَلَيَّ ، فقال : «قد سألت فافهم الجواب : إنّ في أيدي الناس حقّا وباطلاً ، وصِدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعامّا وخاصّا، ومحكما ومتشابها، وحِفظا ووَهما ، وقد كُذب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله على عهده حتّى قام خطيبا ، فقال : أيّها النّاس ، قد كَثُرَتْ علَيَّ الكَذّابَةُ ، فمن كَذَبَ علَيَّ مُتعمّدا فَلْيتبوَّأ مَقعدَه من النار ، ثمّ كُذِبَ عليه من بعده ،

وقوله: (فأقبل عليّ) أي فتوجّه إليّ.
وقوله عليه السلام : (حقّا وباطلاً) أي من حيث الاعتقاد والرأي (وصدقا وكذبا) أي من حيث النقل والرواية.
وقوله عليه السلام : (ومحكما ومتشابها) المحكم هو ما له ظاهر مراد، والمتشابه ما ليس له ظاهر مراد، ويتناول مثل المقطّعات القرآنيّة، والمجملات والمأوّلات التي لها ظاهر غير مراد.
وقوله عليه السلام : (وحفظا ووهما) أي محفوظا عند الراوي متيقّنا له أنّه سمعه كذلك، وموهوما عنده غير متيقّن الانحفاظ، فينقله على ما يتوهّم أنّه سمعه كذلك، سواء وافق الحقّ ۱ رجما بالغيب، أم لا.
وقوله عليه السلام : (وقد كُذِب على رسول اللّه ) على صيغة المجهول بيانٌ لقوله عليه السلام : «كذبا» وجوابٌ لقوله: «أفترى الناسَ يَكذِبون» إلخ.
وقوله صلى الله عليه و آله : (قد كَثُرَتْ عليَ الكِذابة) الكِذابة ـ ككِتابة ـ مصدر، أي كثر الكذب.
ويحتمل أن يكون على صيغة المبالغة، فحينئذٍ فالتاء إمّا يكون للمبالغة كعلّامة، أو للتأنيث لكون الموصوف مؤنّثا، أي اجتمعت عليَ الطائفة الكذّابة، فالظرف متعلّق بقوله: «كثرت»؛ لتضمينه معنى اجتمع.
وفيه دلالة على أنّه لا يجوز التمسّك في الأحكام بما رووه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله بغير طرق أهل البيت عليهم السلام ، كما صرّح به الشيخ الطوسي رحمه اللهفي العدّة ۲ .
وقوله صلى الله عليه و آله : (مَن كَذِبَ عليَ مُتَعَمِّدا) أي لا عن وَهْمٍ أو تقيّة (فَلْيَتبوَّأ مَقعَدَه من النار) يقال:

1.في النسخة: «الوافق»، و المثبت من حاشية النائيني، ص ۲۱۴.

2.عدّة الاُصول، ج ۱، ص ۱۲۶.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
264

باب اختلاف الحديث

۱.عليُّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيمَ بن عُمر اليمانيّ ، عن أبان بن أبي عَيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلاليّ، قال : قلت لأميرالمؤمنين عليه السلام :إنّي سمعتُ من سلمانَ والمقدادِ وأبي ذرٍّ شيئا من تفسير القرآن وأحاديثَ عن نبيّ اللّه صلى الله عليه و آله غيرَ ما في أيدي الناس ، ثمّ سمعتُ منك تصديقَ ما سمعتُ منهم ، ورأيتُ في أيدي الناس أشياءَ كثيرةً من تفسير القرآن ، ومن الأحاديث عن نبيّ اللّه صلى الله عليه و آله أنتم تُخالفونَهم فيها ، وتَزعُمونَ أنّ ذلك كلَّه باطلٌ ؛ أفَتَرى الناسَ يَكذِبونَ على رسول اللّه صلى الله عليه و آله مُتعمِّدين ، ويُفسّرونَ القرآنَ بآرائهم؟

باب اختلاف الحديث ۱

قوله: (باب اختلاف الحديث) أي باب بيان سرّ اختلاف الحديث وبيان كيفيّة العمل مع الاختلاف.
قوله: (وأحاديثَ)
عطف على قوله: «شيئا».
وقوله: (غيرَ) منصوب، وصفة لكلٍّ من قوله: «شيئا» و«أحاديثَ». وضمير «منهم» راجع إلى سلمان ومقداد وأبي ذرّ.
وقوله: (أنتم) أي أنت وشيعتك.
وقوله: (وتزعمون أنّ ذلك كلّه باطلٌ) أي تدّعون أنّ ذلك المذكور من الأشياء الكثيرة كلّه باطل. فهذا لا ينافي أن يكون في أيدي الناس حقّ وباطل ۲ .

1.العنوان من هامش النسخة.

2.في النسخة: «حقّا و باطلاً».

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 150900
صفحه از 739
پرینت  ارسال به