303
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۱۰.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن النَّضْر ، عن عَمْرِو بن شِمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قال :«ما من أحدٍ إلّا وله شِرَّةٌ وفَتْرَةٌ ، فمن كانَتْ فَتْرَتُه إلى سنّةٍ فقد اهْتَدى ، ومن كانت فَتْرَتُه إلى بِدْعَةٍ فقد غَوى» .

۱۱.عليُّ بن محمّد ، عن أحمدَ بن محمّد البرقيّ ، عن عليّ بن حَسّان ؛ ومحمّد بن يحيى عن سَلَمَةَ بن الخَطّابِ ، عن عليّ بن حَسّان ، عن موسى بن بَكْرٍ ، عن زُرارةَ بن أعْيَنَ ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :«كلُّ من تَعَدَّى السنَّةَ رُدَّ إلى السنّةِ» .

قوله عليه السلام : (ما من أحد إلّا وله شِرَّةٌ وفَترةٌ) إلخ
الشرّة: النشاط والرغبة وغلبة الحرص، والمقصود هاهنا الرغبة والحرص في طلب الدين وطلب الحقّ بأن تتبّع المآخذ حتّى يصل إلى الحقّ.
والفَترة ـ بفتح الفاء وسكون التاء المثنّاة فوق ـ : السكون بعد الطلب، واللين بعد الشدّة، والمراد بالفترة إلى السنّة السكونُ إليها والاستقرارُ عند الوصول إليها، أو إلى ما ينتهي إليها.
والمقصود أنّه من انتهى طلبه الحقّ من مأخذه إلى سنّة، وإلى ما ينتهي إليها، واعتقد أنّها حقّ، وتشبّث بها، وأخذ منها الاُمور الدينيّة (فقد اهتدي، ومن) كان انتهاء طلبه وسكونه إلى بدعة وأخذ الشريعة منها (فقد غوى).
وقد عرفت مرارا أنّ في الاكتفاء بذكر السنّة إشارةً إلى أنّ كلّ ما يوافق السنّة موافق للكتاب وبالعكس، فما ينتهي إلى الكتاب ينتهي إلى السنّة أيضا.
قوله عليه السلام : (كلُّ مَن تَعَدَّى السنّةَ رُدَّ إلى السنّة)
على صيغة المجهول من الماضي. ويحتمل أن يكون مصدرا، أي مردود.
قيل ۱ : أي يجب على الناس ردّه وإرجاعه إلى السنّة ونهيه عن مخالفتها، أو يجب عليه إرجاع نفسه إلى السنّة ۲ .
وأقول: الأظهر أن يقال: معناه أنّه ردّ أمر المتجاوز والمتعدّي عن السنّة إلى ما وقع في حقّه في السنّة في الدنيا والآخرة.

1.قائله الملّا خليل القزويني.

2.الشافي، ص ۲۸۸ ـ ۲۸۹ (مخطوط).


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
302

۰.المتمسّكُ بسنّة النبيّ صلى الله عليه و آله » .

۹.عِدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن أبي إسماعيلَ إبراهيمَ بن إسحاق الأزدِيّ ، عن أبي عثمان العَبْديّ ، عن جعفرٍ ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام ، قال :«قالَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : لا قولَ إلّا بعَمَلٍ ، ولا قولَ ولا عملَ إلّا بنيّةٍ ، ولا قولَ ولا عملَ ولا نيّةَ إلّا بإصابة السنّةِ» .

علمه، والعلم يقتضي الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، والتمسّك بسنّة النبيّ صلى الله عليه و آله ، سواء كان بلا واسطة أو بالواسطة.
قوله عليه السلام : (لا قول ۱ إلّا بعمل)
أي لا يجدي القول والإقرار والاعتقاد في العمليّات ـ نفعا وثوابا وتأثيرا في الغير، سواء كان القول ما يذكر في الوعظ من التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة ونحو ذلك، أو في الفتوى والحكم، أو في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ إلّا إذا عمل به.
ولا يجدي القول والعمل (إلّا بنيّة) أي بقصد صالح متعلّق بالفعل من أنّ الإتيان به من جهة الإطاعة والانقياد للّه سبحانه كما تواتر منه صلى الله عليه و آله معنى قوله: «إنّما الأعمال بالنيّات» ۲ .
ولا ينفع مجموع القول والعمل والنيّة الصالحة (إلّا بإصابة السنّة) أي بالأخذ من السنّة والإتيان بما يرافقها، سواء كان بلا واسطة أو بالواسطة، وإن لم يكن العمل موافقا لها كان صاحبه من الأخسرين «أعمالاً * الذين ضَلَّ سَعْيُهُم في الحياة الدنيا وهم يَحْسَبُونَ أنَّهم يُحْسِنُونَ صُنْعا»۳ وقد عرفت أنّ موافق السنّة موافق للكتاب أيضا؛ فلذا اكتفى بذكرها.

1.في هامش النسخة: قد يطلق القول على الاعتقاد؛ يقال: فلان قال به، إذا اعتقده (منه عفي عنه).

2.مسائل عليّ بن جعفر، ص ۳۴۶، ح ۸۵۲؛ الهداية للصدوق، ص ۶۲، باب النيّة؛ تهذيب الأحكام، ج ۱، ص ۸۳، ح ۲۱۸؛ وج ۴، ص ۱۸۶، ح ۵۱۸ و۵۱۹؛ الأمالي للطوسي، ص ۶۱۸، المجلس ۲۹، ح ۱۰؛ مصباح الشريعة، ص ۵۳، باب النيّة؛ الفصول المختارة، ص ۱۹۱؛ دعائم الإسلام، ج ۱، ص ۴ و۱۵۶؛ وسائل الشيعة، ج ۱، ص ۴۸، باب ۵، ح ۶ و۷ و۱۰ ؛ وج ۶، ص ۵، باب ۱، ح ۲ و۳ ؛ وج ۱۰، ص ۱۳، باب ۲، ح ۱۱ و۱۲. وورد في كثير من مصادر العامّة.

3.الكهف (۱۸): ۱۰۲.

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 126370
صفحه از 739
پرینت  ارسال به