311
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.تَبْلُغُه عن أبي عبداللّه عليه السلام أشياءُ ، فخَرَجَ إلى المدينة ليُناظِرَه ،فلم يصادِفْه بها ، وقيل له : إنّه خارجٌ بمكّةَ ، فَخرَجَ إلى مكّةَ ونحن مع أبي عبداللّه ، فصادَفَنا ونحن مع أبي عبداللّه عليه السلام في الطواف ، وكان اسمه «عبد الملِك» و كنيته «أبو عبداللّه » فضرب كَتِفَه كَتِفَ أبي عبداللّه عليه السلام ، فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : «ما اسمُكَ؟» فقال: اسمي عبدُ الملِك ، قال : «فما كنيتُك؟» قال: كنيتي أبو عبداللّه ، فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : «فمَن هذاالملِكُ الذي أنت عبدُه؟ أمِنْ ملوكِ

وقال الجوهري: «الزنديق من الثنويّة، وهو معرّب، والجمع الزنادِقَةُ، والهاء عوضٌ من الياء المحذوفة، وأصله الزَنادِيقُ ۱ » انتهى.
وأقول: يحتمل أن يكون معرّب زَند دين، والزَنْد كتاب المجوس. والمراد به هاهنا هو المنكر لأن يكون للعالم صانع قادر مختار ۲ ، وبالجملة هو المنكر لوجوده تعالى جَدُّه ۳ .
وقوله: (أشياءُ) أي أشياء دالّة على كمال علمه عليه السلام وجدّه في نصرة الإيمان باللّه تعالى وإبطال الزندقة.
وقوله: (ليناظره) أي في مذهبه.
وقوله: (إنّه خارجٌ بمكّةَ) أي خارج من المدينة، وأنّه بمكّة الحالَ.
وقوله: (بمكّة) خبر بعد خبر.
وقوله: (كَتفَه) منصوب بنزع الخافض، أي فضرب بكتفه كتف أبي عبد اللّه عليه السلام ليتكلّم عليه السلام معه، فيعرّفه اعتقاده من إنكار وجود الصانع القادر المختار، فعرف ذلك عليه السلام قبل تعريفه فابتدأه وقال له: (ما اسمك) إلخ.
اعلم أنّه عليه السلام قد تكلّم معه بثلاثة أنواع من الكلام:
الأوّل: تنبيهه وجود الإله الحقّ الذي [هو] صانع العالم، وإعلامه بأنّ هذا من البديهيّات المركوزة في كلّ عقل، ولا ينكره أحد إلّا باللسان، ولا يحتاج فيه إلى البرهان، بل كلّ ما يذكر في بيانه تنبيهات، وإنّما يحتاج إلى البرهان إثبات الصانع القادر المتنزّهِ عن جميع النقائص التي أصلها الإمكان الموجب للاحتياج إلى الغير في الوجود، المتّصفِ بجميع الكمالات

1.الصحاح، ج ۳، ص ۱۴۸۹ (زندق).

2.في النسخة: «صانعا قادرا مختارا».

3.أي عظمته.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
310

باب حدوث العالم و إثبات المحدث

۱.أخبرَنا أبو جعفر محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثني عليُّ بن إبراهيمَ بن هاشم ، عن أبيه ، عن الحسن بن إبراهيمَ ، عن يونُسَ بن عبدالرحمن ، عن عليّ بن منصورٍ ، قال : قال لي هِشامُ بن الحَكَم :كانَ بمصرَ زنديقٌ .........

الذاتي، وبيان ما يصحّ له من الصفات والأسماء والأفعال، وما يجب تنزيهه عنه منها. فالمراد بالتوحيد هاهنا إمّا المعنى الثالث ـ كما قيل ـ وحينئذٍ تسمية الكتاب بكتاب التوحيد تسمية للكلّ باسم الجزء والركن الأعظم؛ لكثرة الاهتمام بشأنه، أو المعنى الرابع، وحينئذٍ لا تجوّز في التسمية.

[باب حدوث العالم وإثبات المحدث]

قوله: (باب حدوث العالَم وإثبات المحدث)
المراد بالعالَم هاهنا جميع الممكنات الموجودة، وإنّما سمّي عالَما؛ لأنّه يُعلَم به الصانع، والفاعَل ـ بفتح العين ـ اسم لما يُفعَل به كالقالَب لما يُقلب به.
والمقصود من هذا الباب إثبات المحدِث والصانع الواحد للعالم، أي لجميع ما يغايره تعالى، والاستدلال عليه بحدوث ما لا ريب في حدوثه من الحوادث الزمانيّة. والمراد بالحدوث هاهنا الخروج من العدم، ومن مرتبة الخلوّ من الوجود إلى الموجوديّة ومرتبة الخلط بالوجود؛ فتدبّر.
قوله: (أخبرنا أبو جعفر محمّد بن يعقوب قال:)
أقول: هذه الفقرة من زيادة تلاميذ المؤلّف رحمه اللّه تعالى.
وقوله: (كان بمصر زنديق) قال في القاموس: «الزِندِيق ـ بالكسر ـ من الثَنَوِيّة، أو القائلُ بالنور والظلمة، أو من لا يُؤْمِنُ بالآخرة وبالربوبيّة، أو مَن يُبْطِنُ الكفرَ ويُظهِرُ الإيمانَ، أو هو مُعَرَّبُ زَنْ دِين، أي دين المرأة» ۱ انتهى.

1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۵۳ (زنديق).

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 148963
صفحه از 739
پرینت  ارسال به