۰.فقد آمَنَ الكفّارُ على يَدَيْ أبيك ، فقالَ المؤمنُ الذي آمَنَ على يَدَيْ أبي عبداللّه عليه السلام : اجْعَلْني من تلامذتك ، فقال أبو عبداللّه : «يا هشام بن الحكم ، خُذْهُ إليك وعَلِّمْه» ، فَعَلَّمَه هشامٌ ، فكانَ مُعلّمَ أهلِ الشام وأهلِ مصرَ الإيمانَ ، وحَسنَتْ طهارتُه حتّى رَضِيَ بها أبو عبداللّه .
تعجب؛ لأنّه (قد آمَنَ الكفّارُ على يَدَيْ أبيك) يعني رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
وقوله عليه السلام : (خُذْهُ إليك) أي ضمّه إليك.
وقوله: (فَعَلَّمه هشامٌ وكان) أي كان هشام (مُعلّمَ أهلِ الشام) إلخ، كلام عليّ بن منصور.
ثمّ يمكن حمل الدليل الثالث ـ على ما استدلّ به بعض الفضلاء ـ على وجود الصانع الحكيم، وهو:
أنّ كلّ جزء من أجزاء العالم واقع على النحو الواجب في حصول الكمال الكلّي النافع في نظام الكلّ بحيث حصل منها جملة منتظمة متّسقة متقنة كوقوع كلّ جزء من أجزاء بدن الإنسان في موقعه النافع في نظام كلّ البدن، مثلاً وقع كلّ من الشمس والقمر وسائر الكواكب بحركاتها المختلفة والأرض والماء والهواء والنار بوجهٍ يعدّ بجملتها لتركّب المركّبات وحدوث الحادثات وحصول الأنواع المركّبة من الإنسان والحيوان والنبات والمعادن إلى غير ذلك ممّا لا يخفى على المستبصرين.
فوقوع كلّ منها على هذا النحو الواقع لأحد اُمور ثلاثة: إمّا باختيار كلّ منها ما هو عليه؛ لعلمه بأنّ الصلاح الكلّي في ذلك.
وإمّا لأنّ طبيعة كلّ منها واقعة اتّفاقا على النحو الواجب النافع في الصلاح الكلّي.
وإمّا لأنّ صانعا حكيما فعلها وفطر طبائعها على النحو الواجب النافع في حصول الكمال الكلّي المنتج للأنواع الكاملة.
أمّا الأوّل فلا يتوقّف عاقل في الحكم بانتفائه؛ لأنّا نعلم أنّه ليس لشيء من هذه الجمادات من الحكمة بحيث علم وأحاط بالكلّ، وعلم أنّ الصلاح الكلّي كريم