331
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.إذا تَوَهَّمْتَ عليَّ هذا فقُمْ إليه وتَحَفَّظْ ما استطعتَ من الزلل ، ولا تَثْني عنانَك إلى استرسالٍ فيُسَلِّمَكَ إلى عِقالٍ ، .........

«وَأَمَّا الغُلامُ» «وَأَمَّا الجِدارُ» ۱ الآيات، وقد يترك تكرارها استغناءً بذكر أحد الشقّين عن الآخر نحو قوله تعالى: «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ»۲ أي وأمّا الذين كفروا باللّه كذا وكذا، وللتأكيد كقولك: أمّا زيد فذهب، إذا أردتَ أنّه ذاهب لا محالة، وأنّه منه عزيمة.
يعني مهما يكن من شيء فـ (إذا تَوهَّمتَ عليّ هذا فقُمْ إليه وتَحفَّظْ) إلخ وإذا لم تتوهّم عليّ هذا فكأنّك. فـ «أمّا» مشتملة على المعاني الثلاثة، وفعله محذوف، ومجموع الشرط والجزاء ـ الذي بعدها ـ جواب لذلك الشرط. ويترك تكرارها باعتبار معنى التفصيل استغناءً بذكر الأوّل عن الثاني. وذكر «على» لتضمين التوهّم معنى الكذب والافتراء، أو «على» للإضرار، أي إذا أسأت توهّمك في حقّي.
و«إليه» متعلّق بـ «قم» لتضمينه معنى المشي.
وقوله: (وتحفّظ) على صيغة الأمر من باب التفعّل، أي احفظ نفسك ولا تغفل (ما استطعت) أي ما دمت مستطيعا.
وقوله: (من الزلل) متعلّق بـ «تحفّظ» و«لا» في قوله: «ولا تَثْنِ» نهي. وفي بعض النسخ: «لا تثني» وحينئذٍ إمّا أن يكون نهيا، والأصل «لا تثن» اُشبعت الكسرة فتولّدت الياء، فوزنه لا تفعي، أو يكون نفيا ويراد به النهي، فوزنه لا تفعل، فهو إنشاء في قالب الخبر، نحو: صلّى اللّه على محمّد وآله، أي ولا تعطف (عنانك) والعِنان ـ بكسر العين ـ : سَيْر اللجام الذي يُمسك به الدابّة، والمراد به هاهنا ما يُمسك به نفسه. والعنان أيضا المعانة وهي المعارضة.
وقوله: (إلى استرسال) متعلّق بـ «لا تثنِ» يقال: استرسل إليه، إذا انبسط واستأنس، والمقصود أنّه لا تُمِل إلى الرفق والمساهلة (فيُسلمك إلى عقالٍ) من التسليم أو الإسلام، يقال: أسلم أمره إلى اللّه ، أي سلّمه.

1.الكهف (۱۸): ۷۹ ـ ۸۱.

2.النساء (۴): ۱۷۵.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
330

۰.في المسجد الحرام ، فقال ابن المقفّع : تَرَوْنَ هذا الخلق ـ وأوْمَأَ بيده إلى موضع الطواف ـ ما منهم أحدٌ أوجِبُ له اسمَ الانسانيّة إلّا ذلك الشيخُ الجالسُ ـ يعني أبا عبدللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام ـ فأمّا الباقونَ فرَعاعٌ وبهائمُ . فقال له ابن أبي العوجاء : وكيف أوْجَبْتَ هذا الاسم لهذا الشيخ دونَ هؤلاء؟ قال : لأنّي رأيتُ عنده ما لم أرَهُ عندهم . فقال له ابن أبي العوجاء : لابُدَّ من اختبار ما قلتَ فيه منه ، قال : فقال له ابن المقفّع : لا تفعَلْ ، فإنّي أخافُ أن يُفسِدَ عليك ما في يدك ، فقال : ليس ذا رأيَكَ ، ولكن تَخافُ أن يَضعُفَ رأيُك عندي في إحلالك إيّاه المحلَّ الذي وَصَفْتَ؟ فقال ابن المقفّع : أمّا .........

بالميم المضمومة والقاف المفتوحة والفاء المشدّدة المفتوحة.
وقوله: (وأومأ بيده إلى موضع الطواف) أي أشار إلى الطائفين جميعا.
وقوله: (اُوجِبُ) على صيغة المتكلّم من باب الإفعال. والرَعاع كسحاب اسم جمع، أي الأداني والأراذل الحمّاق الذين لا عقل لهم. وقيل ۱ : أي الذين يخدمون بطعام بطونهم، ويتّبعون كلّ أحد.
وقوله: (وبهائمُ) أي في البلادة.
وقوله: (لا بدّ من اختبار ما قلتَ فيه منه) أي لا بدّ من امتحان ما قلت في شأنه منه. فـ «فيه» متعلّق بـ «قلتَ» و«منه» متعلّق بـ «اختبار».
وقوله: (يفسد) من الإفساد، أو من الفساد. و(ما في يدك) مفعول «يفسد» على الأوّل، أو فاعله على الثاني، والمراد مذهبه ومعتقده، أو ما يتمسّك به على مذهبه.
وقوله: (ليس ذا) أي الخوف على هذا (رأيك).
وقوله: (في إحلالك) بالحاء المهملة إلخ أي في إنزالك إيّاه المنزلة التي وصفت له.
وقوله: (أما) إمّا بفتح الهمزة وتخفيف الميم حرف تنبيه، ويسمّى حرف استفتاح أيضا، أو بتشديد الميم وهي حرف للشرط نحو قوله تعالى: «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ»۲ ، وللتفصيل ـ وهو غالب أحواله ـ ومنه «وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ»

1.القائل الملّا خليل القزويني في الشافي، ص ۳۰۸ (مخطوط).

2.البقرة (۲): ۲۶.

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 144766
صفحه از 739
پرینت  ارسال به