بلسانه، مقرّ بقلبه، ومكابر لمقتضى ۱ عقله ـ وهل هذا بالنسبة إلى بعضهم إلّا كالوسواس في النيّة؟ ـ بل نصب الدلائل الواضحة على وجوب أصل عبادته أيضا وجوبا عقليا، وأحال بيان كيفيّاتها وخصوصيّاتها على الرسول، ومن تلك ۲ الدلائل الواضحة الكاشفة عن وجوده تعالى ـ ببديهة العقل التي نسبتها إلى ظهور الصانع للفطرة الإنسانيّة وأوّل البصيرة كنسبة ضوء الشمس إلى ظهورها للمبصر ـ آثارُ قدرته الظاهرة لك في نفسك، وهي الأفعال الاختياريّة التي ليست من مقدوراتك بالبديهة، فكيف احتجب وخفي عن بديهة عقلك وفطرتك «من أراك قدرته» أي آثار قدرته «في نفسك» ودلالة الأثر على المؤثّر، والمصنوع على الصانع، كدلالة البناء على البنّاء، من أجلى البديهيّات، فلو رجعت إلى نفسك علمت أنّ لك صانعا بارئا بالضرورة، وهو إلهك.
وعدّد عليه السلام آثار القدرة التي في نفسه من الأفعال الاختياريّة التي ليست من مقدوراته بالضرورة، فقال: «نُشُوءَك بعد ما لم تكن» إلخ، يقال: نَشَأَ نَشْأً، أي حَيِيَ وَرَبا، يعني من تلك الآثار وجودك وحياتك بعد ما لم تكن موجودا وحيّا.
يقال: تأنّى في الأمر، أي تنظّر وترفّق. والاسم الأناة مثل قناة، وأصل الهمزة الواو من الوَني بمعنى الضعف والسكون.
وفي بعض النسخ بدل «أناتك وأناتك»: «إنابتك وإنابتك».
والمراد بالكراهة هنا النفرة؛ لأنّها مقابل للشهوة، والكراهة مقابل للإرادة. والرهبة: الخوف.
والخاطر من الخطور، وهو حصول الشيء مشعورا به في الذهن، والخاطر في الأصل للمشعور به الحاصل في الذهن، ثمّ شاع استعماله في المشعر المدرك له ۳ من حيث هو شاعر به، واستعمله هاهنا في الإدراك والشعور.