37
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

الصفات الاختياريّة.
والسادس: كمال القوّة النطقيّة بحسب الكسب، وذلك يحصل بالتفكّر والتعلّم والتجارب والعبرة والانتصاح والإتيان بما يدعو العاقل إليه، والانتهاء عمّا ينهى عنه ونحو ذلك، وهو العقل الكامل بحسب الكسب، إمّا باعتبار القوّة النظريّة فقط، وهو العقل النظري الكامل بحسب الكسب، وإمّا باعتبار القوّة العمليّة فقط، وهو العقل العملي الكامل بحسب الكسب، وإمّا باعتبار القوّتين معا، وعبّرنا عنه بالعقل الكامل بحسب الكسب من غير تقييده بقيدَيِ : النظري والعملي.
والسابع: كمالها بحسب الفطرة والكسب معا، وذلك أيضا ينقسم إلى أقسام ثلاثة، وأكمله العقل النظري والعملي الكامل بحسب الفطرة والكسب جميعا، ويعبّر عنه في الحديث بالعقل عن اللّه كروح اللّه ، وكقوله تعالى: «وَنَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوحي»۱ وإن كان جميع العقول والأرواح مخلوقةً للّه تعالى.
والثامن: الفهم يعني تصوّر الأشياء على ما هي عليه، وذلك الإطلاق أيضا على سبيل الحقيقة؛ قال في القاموس: «عَقَلَ الشيءَ: فَهِمَه» ۲ .
والتاسع: العلم، أي اليقين، وهو الاعتقاد الثابت الجازم المطابق للواقع.
والعاشر: العلم المنقسم إلى الفهم وإلى اليقين.
اعلم أنّ العلم يطلق تارة ويراد به الصورة الحاصلة في الذهن، سواء كان تصوّرا أو تصديقا، وسواء كان التصديق ظنّا أو جهلاً مركّبا أو تقليدا أو يقينا.
ويطلق تارة ويراد به اليقين فقط.
ويطلق اُخرى ويراد به ما يتناول اليقين والفهم، وهذا هو المعنى العاشر للعقل، وإطلاق العقل عليه على سبيل الحقيقة كما مرّ.

1.الحجر (۱۵): ۲۹؛ ص (۳۸): ۷۲.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۷ (عقل).


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
36

اُولاها: تهذيب الظاهر باستعمال الشرائع النبويّة والنواميس الإلهيّة.
و ثانيتها ۱ : تهذيب الباطن من الملكات الرديّة، ونقض شواغله عن عالم الغيب.
وثالثتها: ما يحصل بعد الاتّصال بعالم الغيب، وهو تحلّي النفس بالصور القدسيّة، الخالصة عن الشكوك والأوهام.
ورابعتها: ما يتجلّى له عقيب اكتساب ملكة الاتّصال بعالم المجرّدات، والانفصال عن نفسه بالكلّيّة، وهو ملاحظة جلال اللّه تعالى وجماله، وقصر النظر على كماله حتّى يرى كلّ قدرة مضمحلّة في جنب قدرته الكاملة، وكلَّ علم مستغرقا في علمه الشامل، بل كلّ وجود وكمال إنّما هو فائض من جنابه.
والخامس: كمال القوّة النطقيّة.
والعقل بالمعنى الثالث بحسب الفطرة والخلقة ـ وهو العقل الكامل بحسب الفطرة، أي القوّة النطقيّة الكاملة بحسب الخلقة وكماله الفطري ـ قد يكون باعتبار القوّة النظريّة، وهو العقل النظري الكامل بحسب الفطرة، وقد يكون باعتبار القوّة العمليّة، وهو العقل العملي الكامل بحسب الفطرة، وقد يكون بالاعتبارين معا، ويسمّى بالذكاء والفطنة والفهم، وعبّرنا عنه في كتابنا هذا بالعقل الكامل بحسب الفطرة من غير تقييده بقيدَيِ : النظري والعملي.
ولا يذهب عليك أنّ مراتب كماله الفطري ودرجاتهِ ممّا لا يعدّ ولا يحصى، وكذا الحال في مراتب كماله الكسبي، وفي مراتب كماله بحسب الفطرة والكسب معا، وغاية تلك المراتب ومنتهاها في الإنسان مرتبة عقل نبيّنا عليه الصلاة والسلام.
ثمّ مدْح الكمال الفطري كمدح اللؤلؤ؛ لعدم اختيار العبد فيه، بخلاف الكسبي.
وقيل: يحتمل أن يكون الفطري أيضا بسبب فعل اختياري للنفس في عالم تكليف الأرواح قبل خلق الأبدان، كما يجيء في باب طينة المؤمن والكافر؛ فمدح وجوده لمدح

1.في النسخة: «وثانيها». وكذا الموارد الآتية: «وثالثها، ورابعها».

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 142756
صفحه از 739
پرینت  ارسال به