371
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

الارتباط والاتّساق، ولم يوجد ذلك ۱ الصلاح الوحداني والائتلاف الطبيعي، بل يوجد الوضع منتشرا، والصنع متبدّدا والرؤساء متكثرة، ويختلّ الارتباط والاتّساق والسياسة التي بين أجزائه، ويفسد النظام الواحد والانتظام والائتلاف الطبيعي الواقع بينها، كما تشهد ۲ به الفطرة السليمة، وتحكم ۳ عليه الفطنة الصحيحة القويمة.
قال في فصل الخطاب بالفارسيّة:
عقلا كه در ۴ كَوْن گرديده بوحدانيت مكوّن جَلَّ ذِكرُه سفر كردند. طريق سفر ايشان آن بود كه چون نهاد عالم را بديدند كه به يك تدبير مى رود و از نهاد خويش همى نگردد، مثلاً، آفتاب نكاهد و ماه كاهد و افزايد، و روز و شب بر يك تدبير مى روند ۵ . و ۶ خلقت حيوانات بر يك نهاد است، و منافع آسمان با منافع زمين متصل است. قال اللّه تعالى: «ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُت»۷ نمى بينى اى بيننده در آفرينش خداوند بخشاينده جلّ ذكره هيچ خلل و عدم مناسبت و ملايمت، و كاينات در گشت يك نظم دارد، و چون يك سلسله است و هر چند به اجزاء متعدّد و ۸ متفرّق است؛ در تعلّقِ بعضى به بعضى ۹ يك روى دارد و يك مزه دارد، درست شد ايشان را كه مدبّر عالم جَلَّ ذِكرُه يكى است. هر كارى كه مدبّر وى بيش از يكى باشد در آن كار اختلاف افتد و خلل به آن كار راه يابد، و چون مدبّر يكى بود آن كار متّسق و منتظم بود، و قرآن كريم به اين معنى اشاره فرموده: قال اللّه تعالى: «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّه لَفَسَدَتا سُبْحانَ اللّهِ رَبِّ العَرْشِ عَمّا يَصِفُونَ»۱۰

1.في النسخة: «تلك».

2.في النسخة: «يشهد».

3.في النسخة: «يحكم».

4.في المصدر: «از».

5.في المصدر: «همى گردند».

6.في المصدر: - «و».

7.الملك (۶۷): ۳.

8.في المصدر: «در تعلّق بعض ببعض و حاجت بعض ببعض».

9.الأنبياء (۲۱): ۲۲.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
370

والزروانيّة قالوا: «إنّ النور أبدع أشخاصا من نور كلّها روحانيّه نورانيّة ربّانيّة، ولكنّ الشخص الأعظم الذي اسمه زروان شكّ في شيء من الأشياء، فحدث أهرمن الشيطان من ذلك الشكّ» ۱ .
والزرادشتيّة قالوا: «البارئ تعالى خالق النور والظلمة ومبدعهما، وهو واحد لا شريك له» ۲ .
ثمّ بعد ذلك حصلت لبعضهم شبهة وهي أنّ النور ويزدان خيّر فكيف يصبح صدور الظلمة وأهرمن الذي هو مبدأ لجميع الشرور والآفات عنه؟» وقالوا: «لو كان كذلك يلزم أن يكون واحد خيّرا وشريرا، وهذا غير جائز» فلمّا عجزوا عن دفعها نازعوا لما في أنفسهم بلسانهم، وقالوا بقدم الظلمة وأهرمن وعدم صدوره عن شيء وسمّيت بالثنويّة ۳ . وافترقوا بفرق من المانويّة والديصانيّة والمَرقوبيّة والكَيْنويّة، وقد مرّ دفع شبهتهم.
ولا يذهب عليك أنّ هذا الجحد اللساني لا ينافي لبداهة وحدة صانع العالم المركوزة في الفطرة الإنسانيّة، وقد صرّح ببداهة ذلك جمع من المحقّقين، قال بعض الفضلاء:
العالم كلّه أجلى قائد للعقل إلى وجود الصانع ووحدته، وإدراك هذا المعنى مركوز في الجبلّات، وهو الذي يضطرّهم إلى دعاء اللّه في مواقع الحاجات والضرورات، فإنكار المنكرين وجحود الجاحدين إنّما هو من خذلان ربّ العالمين. انتهى.
وبالحريّ أن نذكر هنا تنبيهات مزيلة للشبهات الفاسدة والأوهام الكاسدة:
منها: قوله تعالى: «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّه لَفَسَدَتا»۴ لعلّ معناه أنّه لو تعدّد الإله الخالق للعالم الصانع له لفسد العالم، وخرج عن النظام الذي هو عليه، وبطل الارتباط الذي ۵ بين أجزاء العالم، واختلّ نظمها واتّساقها فلم يكن بينها هذا النظام والانتظام، ولم يحصل ذلك

1.قاله الشهرستاني في الملل والنحل، ج ۱، ص ۲۳۳ ـ ۲۳۴.

2.الملل والنحل، ج ۱، ص ۲۳۷.

3.الملل والنحل، ج ۱، ص ۲۴۴.

4.الأنبياء (۲۱): ۲۲.

5.في النسخة: «التي».

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 145510
صفحه از 739
پرینت  ارسال به