للزمان. ودوام الوجود في الماضي يسمّى الأزل، وفي المستقبل ۱ الأبد، والدوام المطلق يعمّ الدهر والسرمد والزمان ۲ .
هذا كلامه وهو صريح كما ذكرنا في أنّ الاُمور الثابتة تتّصف ۳ بالدوام مع قطع النظر عن الزمان، ولا يخفى على اُولي النهى أنّها إذا اتّصفت بالدوام وعدمه يجري فيها القلّة والكثرة، والزيادة والنقصان، فيتمّ الدليل المذكور، فثبت بما ذكرنا مجرّدات كثيرة تكون ۴ علّة لتلك الأجسام المختلفة والحركات المتباينة.
قالوا: وضرب من الحدس والتجربة والمشاهدة يدلّ على أنّ تلك الأجسام المختلفة هي الأفلاك التسعة بحركاتها والكواكب المركوزة فيها، وفيه ما فيه. وبعد ذلك نقول: لو كان واحد من تلك المجرّدات هو الواجب بالذات ثبت المطلوب، وإلّا ينتهي إليه بالضرورة.
المسلك الرابع في الاستدلال بانتظام أجزاء العالم واتّساقها وترتّب الحِكَم والمصالح التي لا تعدّ ولا تحصى عليه على ۵ وجوده تعالى
وهو أنّ من تأمّل وتدبّر في العالم المحسوس بأجزائه من الأرض والسماء وغيرهما علم أنّ وقوع كلّ منها بهذا النحو والوجه الخاصّ يشتمل على منافع ومصالح وحِكَم وغايات لا تعدّ ولا تحصى ۶ ، وقد فصّل ذلك في مظانّها، والفطن الخبير يعلم من اشتمال كلّ منها على تلك المصالح والمنافع والحكم والغايات أنّ وقوعه بهذا النحو الخاصّ والوجه المخصوص من بين سائر الأنحاء التي يمكن أن يقع هو عليها بحيث يؤدّي إلى تلك