۰.وغيرِ ذلك من الآيات العجيبات المبيِّنات ، عَلِمْتُ أنَّ لهذا مقدِّرا ومُنْشِئا» .
الوجه الثالث ۱
وهو ما أشار إليه عليه السلام بقوله: (وغير ذلك من الآيات العجيبات المبيّنات) استدلال بأنحاء اُخر من البراهين الإنّيّة كالاستدلال بالنفوس الإنسيّة وأحوالها وغير ذلك [على] وجوده تعالى. ولعلّ المراد بالعجيبات هي الخارجة عن أن يحكم العقل الصحيح باستنادها إلى غير الإله الحقّ المدبّر للعالم من الطبائع وغيرها. و«المبيّنات» على صيغة المفعول من باب التفعيل، أو الفاعل منه.
قيل: قوله عليه السلام : «علمتُ» إنشاء في موضع شهدتُ وأشهد.
وأقول: لا ضير في حمله على ظاهره.
وقوله عليه السلام : (أنّ لهذا) أي لهذا العالم المنتظم من السماوات والأرضين وما فيهما وبينهما مُقدِّرا يتنظم بتقديره، ومُنشِئا يوجد بإنشائه.
ثمّ هذا الوجه مشتمل على مناهج كثيرة، وقد اقتصرت بذكر أربعة عشر منهجا:
المنهج الأوّل في الاستدلال على وجوده تعالى بالنفوس الإنسيّة وأحوالها، وفيه طرق
الطريق الأوّل: أنّ النفس الإنساني جوهر مجرّد؛ إذ لو كانت أمرا جسمانيا وقوّة جسميّة، يلزم أن لا تكون ۲ مدركة للاُمور المعقولة الغير المنقسمة المجرّدة؛ لأنّ كلّ ما يظهر من قوّة جسمانيّة ـ أثرا كان أو تأثيرا، فعلاً أو انفعالاً أو تأثّرا أو إدراكا ـ إنّما يظهر منها بذاتها وتمام أجزائها؛ إذ الكلّ ليس إلّا ذوات الأجزاء، والمجموع بما هو مجموع اعتبار عقلي ليس بموجود خارجي، فلا يظهر منه شيء في الخارج، لا فعل ولا انفعال ولا تأثير ولا تأثّر ولا