481
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.فقال له : قد أنظَرْتُكَ حَوْلاً . ثم خَرَجَ عنه ، فرَكِبَ هشامٌ إلى أبي عبداللّه عليه السلام فاستأذَنَ عليه ، فأذِنَ له ، فقال له : يا ابن رسول اللّه ، أتاني عبدُاللّه الدَّيَصانيّ بمسألة ليس المعُوَّلُ فيها إلّا على اللّه وعليك . فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : «عمّا ذا سَألَكَ؟» فقال : قال لي : كَيْتَ وكَيْتَ ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : «يا هشام ، كم حواسُّك؟ قال خَمْسٌ ، قال : «أيّها أصغَر؟» قال : الناظر ، قال : «وكم قدرُ الناظِرِ» قال : مثل العَدَسَةِ أو أقَلُّ منها ، فقال له : «يا هشام ، فانظُرْ أمامَك وفوقَك وأخبِرْني بماترى» فقال : أرى سماءً وأرضا ودُورا وقُصورا وبَراري وجِبالاً وأنهارا ، فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : «إنَّ الذي قَدَرَ أن يُدْخِلَ .........

وقوله: (قد أنظرتك حولاً) إشارة إلى أنّه لا يقدر على جوابه.
وقوله: (فاستأذن عليه) أي للدخول عليه (فأذِنَ له) بفتح الهمزة أو ضمّها. و«المعوّل» مصدر ميمي أي التعويل والاعتماد.
وقوله: (قال لي: كيت وكيت) أي نقل له الحكاية بتمامها.
وقوله عليه السلام : (كم حواسّك؟) أي الظاهرة.
وقوله عليه السلام : (أيّها أصغر؟) أي محلّ أيّها أصغر. و«الناظر» محلّ القوّة الباصرة، قال في الصحاح: «الناظر في المقلة: السواد الأصغر الذي فيه إنسانُ العين ۱ ».
قيل ۲ : صغره بالنسبة إلى محلّ اللامسة والذائقة ظاهر، وأمّا بالنسبة إلى محلّ السامعة والشامّة فباعتبار أنّ قضاء الصماخ والمنخر أكبر من الناظر، وهما محلّان لهما في الظاهر ۳ . انتهى. ولعلّه لا حاجة إلى هذا الاعتذار، فتدبّر.
وقوله: (أرى سماء) إلخ، أي نظر فقال: أرى سماء إلخ.
وقوله عليه السلام : (قدر أن يدخل) أي قدر على أن يدخل، وحذف حرف الجرّ عن «أن» وأنّه ۴ قياسي.

1.الصحاح، ج ۲، ص ۸۳۱ (نظر).

2.القائل الملّا خليل القزويني في الشافي، ص ۳۲۰ (مخطوط).

3.في المصدر: «والشامّة فإمّا باعتبار أنّ قضاء الصِماخ والمنخر أكبر من الناظر ، وهما محلّان لهما في الظاهر، وإمّا باعتبار الحقيقة».

4.في النسخة: «أنّ».


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
480

۴.عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن إسحاقَ الخَفّافِ أو عن أبيه ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : إنَّ عبداللّه الدَّيَصانيَّ سألَ هِشامَ بن الحَكَم ، فقال له :أ لك ربّ؟ فقال : بلى ، قال أ قادرٌ هو؟ قال : نعم قادرٌ قاهرٌ ، قال : يقدر أن يُدْخِلَ الدنيا كلَّها البَيْضَةَ لا تَكبُرُ البيضَةُ ولا تَصغُرُ الدنيا؟ قال هشام : النَّظِرَةَ ، .........

جسمانيا؛ لما حقّق في موضعه، وفي تلك المجرّدات المختلفة المتباينة ـ إن كانت واجبة بالذات ـ ثبت المطلوب، وإلّا ينتهي إلى المجرّد الواجب بالذات، وهو المطلوب؛ فتأمّل فيه.
اعلم أنّ أكثر هذه الدلائل برهاني، وبعضها إلزامي، فلو كان بعض مقدّمات القسم الثاني مخالفا للحقّ لا يضرّنا؛ فلا تغفل.
قوله: (أو عن أبيه)
يعني أو روى بوساطة أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن إسحاق.
و«الدَيَصاني» ـ بفتح الياء المثنّاة من تحت بعد الدال المهملة المفتوحة ـ ، أي الملحد. يقال: داص يديص دَيَصانا، أي مال وحاد.
وإنّما قال: (بلى) في جواب السؤال بالإثبات مع أنّها حرف وضعت لترك النفي؛ لأنّ السائل يعتقد النفي.
وقوله: (أقادر هو) أي على كلّ ما هو ممكن الوجود، أو على كلّ شيء بكونه مهيّة ومعنى محصّلاً حتّى يصحّ أن يكون متعلّق مطلق القدرة.
والدنيا مؤنّث الأدنى، أي القريب، سمّيت؛ لدنوّها، والتأنيث باعتبار النشأة. والمراد بها هاهنا العالم الجسماني الموجود الآن.
وقوله: (ويقدر أن يُدخِلَ الدنيا كلَّها البيضةَ) أي في مقدار البيضة و(لا تكبر) بتخفيف الباء الموحّدة، والبيضة فاعله، وكذا الحال في (لا تصغر) وحاصله السؤال عن القدرة على إدخال الكبير في الصغير باقيَيْن على الكِبَر والصِغَر، ولمّا لم يكن عند الهشام جوابه قال: (النظرة) بفتح النون وكسر الظاء المعجمة، أي أسألك النظرة، أي التأخير والإمهال في المطالبة بالجواب.

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 148548
صفحه از 739
پرینت  ارسال به