۰.الذي تَراه العَدَسَةَ أو أقَلَّ منها قادرٌ أن يُدْخِلَ الدنيا كلَّها البَيْضَةَ ، لا تَصغُرُ الدنيا ولا تَكبُرُ البيضَةُ» .........
وقوله عليه السلام : (لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة) جملة حاليّة.
أقول: اعلم أنّ هذه المسألة يمكن تقريرها بوجهين:
أحدهما: أن يكون المسؤول عنه أمرا محالاً فيه تهافت وتساقط وتناقض لا يكون له معنى محصّلاً وهو دخول الكبير في الصغير بحسب الوجود العيني دخولاً لا يوجب كون الكبير صغيرا، ولا كون الصغير كبيرا في الخارج، وحينئذٍ يرجع إلى أن يكون الشيء الواحد في حالة واحدة من جهة واحدة كبيرا وأن لا يكون كبيرا، وأن يكون صغيرا وأن لا يكون صغيرا، وأن يكون كبيرا وصغيرا معا، وأن لا يكون كبيرا وصغيرا أصلاً.
فالجواب عنه حينئذٍ أن يقال: هذا ممتنع محال ليس له مهيّة محصّلة، ولفظ لا معنى له أصلاً، وهو تعالى قادر على كلّ شيء له معنى ومهيّة، وعلى كلّ ممكن، ومن ذلك لا يلزم العجز؛ لأنّ العجز في اللغة إنّما هو عدم القدرة على الممكن، وعلى الشيء الذي له معنى محصّل، فعدم القدرة على ما ليس كذلك لا يكون عجزا ونقصا.
على أنّه لو اُطلق العجز على عدم القدرة على المحال مجازا لم يكن نقصا، لكن لا رخصة في إطلاقه على اللّه تعالى؛ لأنّه يوهم نسبته تعالى إلى النقص والعجز الحقيقي.
ومن هذا القبيل سؤالاً وجوابا ما رواه أبو جعفر بن بابويه القمّي في كتاب التوحيد بإسناده عن عمر بن اُذينة عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «قيل لأمير المؤمنين عليه السلام : هل يقدر ربّك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن تصغر الدنيا وتكبر البيضة؟ ۱ قال: إنّ اللّه لا ينسب إلى العجز، والذي سألتني لا يكون ۲ » يعني أنّ اللّه تعالى لا يعجز عن ممكن وعن شيء، أي كلّ ممكن وكلّ ما يكون له معنى محصّل ۳ فهو سبحانه لا يعجز عنه، ومعنى قوله: «والذي