487
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.مكنونٌ له جِلدٌ غليظ ، وتحتَ الجلدِ الغليظِ جِلدٌ رقيقٌ ، وتحتَ الجلدِ الرقيقِ ذَهَبَةٌ مائعَةٌ وفِضَّةٌ ذائبةٌ ، فلا الذهَبَةُ المائعةُ تَخْتَلِطُ بالفضّة الذائبةِ ، ولا الفضّةُ الذائبة تَختلِطُ بالذهبةِ المائعة ، فهي على حالها لم يَخرُجْ منها خارجٌ .........

قوله: (إذا) للمفاجأة. والحِصن ـ بكسر الحاء وسكون الصاد المهملتين ـ في الأصل كلّ موضع له سور مع سوره.
وقوله عليه السلام : (مكنون) أي مستور من جميع الجهات ليس [له] باب أصلاً لئلّا يخرج منه شيء، ولا يدخل فيه شيء.
وقوله عليه السلام : (له جلد غليظ) لئلّا ينكسر بأدنى شيء، ولا ينفذ فيه الهواء بحيث يفسده، وليس ۱ غلظته بحيث لا يتمكّن الدجاجة من كسره في وقت الانفلاق، ولا تؤثّر حرارتها المعدّة لتكوّن الفرخ فيه، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق مناسب في الملاءمة ۲ لما فيه برزخ بينه وبين الجلد الغليظ لئلّا يفسد ما فيه بمماسة الجلد الغليظ الصلب.
وقوله عليه السلام : (وتحتَ الجلدِ الرقيق ذَهَبَةٌ مائعةٌ، وفضّة ذائبةٌ) أي تحته جسم شبيه بالذهبة المائعة، وجسم شبيه بالفضّة الذائبة.
والذوب ضدّ الجمود، ويقاربه المَيَعان لغةً، لكنّ الذوب يستعمل فيما من طبيعته الجمود، والمَيَعان يستعمل فيه وفي غيره، ولمّا كان من طبع الفضّة الجمودُ ۳ ذكر معه الذوبَ، وذكر الميعانَ مع الذهب؛ لأنّه ليس من طبعه ما من طبع الفضّة من الجمود.
والفاء في قوله عليه السلام : (فلا الذَهَبةُ المائعة) للتفريع على ما قبله، أو للتعقيب والتعقيب باعتبار اشتمال ما قبله على الميع والذوب.
وقوله عليه السلام : (فهي على حالها) أي الحصن، والتأنيث باعتبار البيضة.
وقوله عليه السلام : (لم يخرج منها خارج) يصلح استيناف بياني، أي لم يخرج من البيضة ـ بسبب إحاطة الجلدين بجميع أطرافها بحيث لم يبق لها ثقبة وباب أصلاً ـ أمرٌ محسوس

1.في المرآة: «ليست».

2.في المرآة: «للملائمة».

3.في النسخة: «من الجمود» . والمثبت من حاشية النائيني، ص ۲۶۱.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
486

۰.فأكَبَّ هشامٌ عليه وقَبَّلَ يَدَيْهِ ورأسَه ورِجلَيْه ، وقال : حسبي يا ابن رسول اللّه ، وانصَرَفَ إلى منزله ؛ وغَدا عليه الدَّيَصانيّ ، فقال له : يا هشام ، إنّي جئتُك مُسَلِّما ولم أجِئْكَ مُتقاضيا للجواب ، فقال له هشامٌ : إن كنتَ جئتَ متقاضيا فهاك الجوابَ ، فخرج الدّيَصانيُّ عنه حتّى أتى بابَ أبي عبداللّه عليه السلام فاستأذَنَ عليه ، فأذِنَ له ، فلمّا قَعَدَ قالَ له : يا جعفر بن محمّد ، دُلَّني على معبودي فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : «ما اسمُك؟» فخَرَجَ عنه ولم يُخبِرهُ باسمه ، فقال له أصحابه : كيف لم تُخْبرهُ باسمك؟ قال : لو كنتُ قلتُ له : عبدُاللّه ، كان يقول : من هذا الذي أنت له عبد ، فقالوا : له عُد إليه وقل له : يَدُلُّكَ على معبودك ولا يَسألُكَ عن اسمك ، فرَجَعَ إليه ، فقال له : يا جعفر بن محمّد ، دُلَّني على معبودي ولا تَسألْني عن اسمي فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : «اجْلِسْ» وإذا غلام له صغير في كفّه بَيضَةٌ يَلعَبُ بها ، فقالَ له أبو عبداللّه عليه السلام : «ناوِلْني يا غلام البيضة» فناوَلَه إيّاها فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : «يا دَيَصانيّ : هذا حِصْنٌ

وقوله: (فأكبّ هشام) يقال: كبّه، أي صرعه لوجهه فأكبّ هو، وهذا من النوادر أن يكون «فعل» متعدّيا و«أفعل» لازما. والحاصل أنّه أقبل عليه وقبّل يديه ورأسه ورجليه.
وقوله: (حسبي) أي يكفيني ذلك في الجواب عنه، ولا نحتاج إلى مزيد تفصيل.
وقوله: (وغدا عليه الدَيَصاني) أي أتاه بكرة للتبختر والتعجيز. والغدوة ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، والغدو نقيض الرواح.
وزيادة «كنتَ» في قوله: (إن كنتَ جئتَ) لنقل مدخول «إن» عن الاستقبال إلى الماضي.
وقوله: (فهاك) «ها» مقصورةً اسم فعل بمعنى خُذ، ويلحق بها كاف الخطاب. و«الجواب» منصوب على المفعوليّة.
وقوله: (فخرج الدَيَصاني عنه) أي بعد سماع الجواب والعلم بأنّه تعلّمه من أبي عبداللّه عليه السلام .
وقوله: (دُلّني على معبودي) أي من عليّ عبادتُه في الواقع، أو بزعمك.
وقوله عليه السلام : (ما اسمك؟) إيناس له بالإصغاء إلى الدليل، وإشارة إلى أنّ العلم بالصانع مركوز في ذهن كلّ عاقل، وإنّما إنكار الجاحد له باللسان دون الجنان.
وقوله: (كيف لم تخبره؟) أي لِمَ لم تخبره؟

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 148473
صفحه از 739
پرینت  ارسال به