أمّا على الاحتمال الأوّل ـ وهو كون مفهوم الموجود ذاتيا لفرده ـ فيكون ذلك الفرد على هذا التقدير ممتنع الانعدام؛ لامتناع سلب الذاتي عمّا هو ذاتي له، وهو ظاهر، فيكون ذلك الفرد واجبا بالذات.
وأمّا على الاحتمال الأوّل من الثاني ـ وهو كون نفس ذات ذلك الأمر مصداقا لصدق مفهوم الموجود ـ فلأنّه إذا كان نفس ذاته مصداقا لصدق مفهوم الموجود عليه يكون لا محالة واجبا بالذات؛ لأنّ الواجب بالذات ما يكون ذاته بذاته مبدءً لانتزاع الموجوديّة، ومصداقا لصدق مفهوم الموجود على ما حقّق في موضعه.
وأمّا على الاحتمال الثالث ـ أي الأوّل من ثاني الثاني، وهو كون نفس ذلك الأمر الذي يصدق عليه مفهوم الموجود في نفس الأمر مبدءً لانتزاع ما هو مصداق صدقه ـ فلأنّه إذا كان نفس ذاته مبدءً لانتزاع ما هو مصداق لصدق الموجود يكون نفس ذاته في الحقيقة مصداقا لصدق مفهوم الموجود، فيكون واجبا بالذات أيضا بالضرورة.
وعلى سائر الاحتمالات الباقية يلزم التسلسل، أو الانتهاء إلى الواجب بالذات.
فإنّا نقول: صدق مفهوم الموجود على ذلك الأمر العيني الموجود في الخارج ـ الذي فرض أنّه مصداق لصدق مفهوم الموجود على ذلك الأمر الأوّل الذي صدق عليه هذا المفهوم، أو أنّه مبدأ انتزاع لما هو مصداق صدقه، سواء كان مباينا له ۱ أو حالّاً فيه ۲ أو محلّاً له ۳ أو حالّاً في محلّه ـ لا يخلو عن إحدى تلك الاحتمالات بالضرورة. وعلى الأوّل والثاني والثالث منها يلزم تحقّق الواجب بالذات وهو المطلوب. وعلى سائر الاحتمالات الباقية ننقل الكلام إلى ذلك الأمر العيني الموجود في الخارج أيضا وهكذا إلى غير النهاية حتّى يلزم التسلسل في تلك الاُمور الموجودة في الخارج، سواء كان مباينة لذلك الأمر الذي هو فرد الموجود، أو حالّة فيه، أو محلّاً له، أو حالّة في محلّه، والتسلسل محال، فلا بدّ أن