579
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

باب إطلاق القول بأنّه شيءباب إطلاق القول بأنّه شيء

۱.محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن ابراهيمَ ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرحمن بن أبي

يلحقها ۱ لاحق من خارج، أو يوصف بانفعال البتّة، بل هو فعل محض، فلا يوصف إلّا بالخيريّة، لا على أنّها ۲ شيء يلحق ذاته، بل هي نفس ذاته، فهي سبب إيجاده لكلّ موجود، والأجسام الفلكيّة يعمّها جميعا الجسميّة والشكل المستدير والحركة على الاستدارة، وأنّ أفعالها ۳ بالطبيعة لا بالقصد، فإنّ ما يقع ۴ عنها إنّما يقع من طبيعة حركاتها وقواها إلّا أنّها عالمة بما يقع من حركاتها وتشكّلها بأشكالها المختلفة وممازجاتها ۵ . انتهى كلامه، فتأمّل.

[باب إطلاق القول بأنّه شيء]

قوله: (باب إطلاق القول بأنّه شيءٌ)
أقول: هذا الباب ردّ على ما ذهب إليه بعض القدماء من المتكلّمين؛ فإنّهم بالغوا في التنزيه حتّى امتنعوا عن إطلاق اسم الشيء بل العالم والقادر وغيرهما على اللّه تعالى؛ زعما منهم أنّه يوجب إثبات المثل له تعالى، وليس كذلك؛ لأنّ المماثلة إنّما تلزم لو كان المعنى المشترك بينه وبين غيره فيهما على السواء، ولا تساوي بين شيئيّته وشيئيّة غيره، ولا بين علمه وعلم غيره، وكذا جميع الصفات كما صرّح به الأئمّة عليهم السلام .
وأشنع من ذلك امتناع الملاحدة عن إطلاق اسم الموجود عليه تعالى.
ثمّ معنى إطلاق القول أنّه لا يحتاج إطلاق لفظ «شيء» فيه إلى قرينة كاحتياج إطلاق

1.في المصدر: «يلحقه».

2.أي الخيريّة. وكذا مرجع ضميري «هي».

3.في المصدر: «فعالها».

4.في المصدر: «يقال».

5.التعليقات، ص ۳۲ ـ ۳۳.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
578

يجوز ۱ أن يكون الجسم علّة فاعليّة لنفسه، وأيضا ۲ يجب أن يقترن به صورة اُخرى حتّى يظهر وجوده على ما عرفت، والجسم لا فعل له بذاته، بل بقواه التي تكون فيها ۳ ، وهو ۴ محدود متناهٍ، والمحدود يجب أن يكون محدود القوّة والقدرة، متناهيَ الفعل، ويكون فعله زمانيا وشيئا بعد شيء لا إبداعيا، ويكون متغيّرا لا محالة؛ لأنّه متحرّك، والحركة تغيّر [و] فائت ولاحق، والجسماني يحاط به، ويدرك أحواله، ويمكن معرفته، لأنّه يكون متناهيا ۵ ، والمتناهي محاط به، فلا يوصف بالعلوّ الغير المتناهي، وبالمجد والقدرة والعظمة الغير المتناهية، وبالعلم البسيط المحيط بجميع الأشياء، وبالفعل المطلق؛ لأنّ فيه ما بالقوّة، ويكون لا محالة له قوىً إمّا طبيعيّة وإمّا نفسانيّة، ويكون له تخيّل وتوهّم، وبعض القوى يصدّه عن استعمال بعض القوى.
وعلى الجملة، فإنّه لا يكون متحقّقا بذاته ولوازم ذاته، ويوصف بالانبعاث للفعل بعد أن لم يكن، وبالتغيّر، وبالإدراك الجزئي، وفعل الجزئي، ويوصف باكتناف الأعراض له، وأنّه يفعل أفعاله بمجموع مادّته وصورته وطبيعته أو ۶ نفسه، ولا يفعل ۷ إلّا بعد أن يستشرك المادّة في فعله، ويفعل بمباشرة ووضع. والجسم الفلكي وإن كان يفعل في كلّ جسم فلأنّ لكلّ جسم عنده وضعا؛ فلذلك يؤثّر فيه؛ لأنّه محيط، والجسماني لا قدر ۸ له إذا قيس بالمجرّد؛ فإنّه لا يكون له تلك الكبرياء والعظمة والقدرة والجلالة الغير المحدودة والأفعال الإبداعيّة تعالى اللّه عن أن يوصف بصفة طبيعيّة أو نفسانيّة أو عقليّة، وبأن يكون ذاته ذاتا يؤثّر فيها شيء، أو

1.في المصدر: «ولا يجوز».

2.في المصدر: + «فإنّه».

3.أي في ذاته. وفي المصدر: «فيه».

4.أي الجسم.

5.في المصدر: «معرفتها؛ لأنّها لا تكون متناهية».

6.في المصدر: «و».

7.في المصدر: «ولا يعقل».

8.في المصدر: «قدرة».

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 125499
صفحه از 739
پرینت  ارسال به