581
الکشف الوافي في شرح أصول الکافي

۰.فما وَقَعَ وهمُك عليه من شيء فهو خلافُه ، لا يُشبِهُهُ شيءٌ ولا تُدرِكُه الأوهامُ ، كيف تُدرِكُه الأوهامُ وهو خلافُ ما يُعْقَلُ ، وخلافُ ما يتَصَوَّرُ في الأوهام؟! إنّما يُتَوَهَّمُ شيءٌ غيرُ معقولٍ ولا محدودٍ» .

۲.محمّد بن أبي عبداللّه ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن سعيد ، قال :سُئلَ أبوجعفرٍ الثاني عليه السلام : يجوز أن يقالَ للّه : إنّه

أو معناه نعم توهّمه وتصوّره شيئا غير معقول ولا محدود.
وقوله عليه السلام : (فما وقع وهمك عليه) إلخ، تفريع على قوله: «ولا محدود» أي كلّ شيء وقع وهمك عليه وتدركه بالوهم ـ سواء كان بلا واسطة كالمعاني الجزئيّة المادّيّة، أو بواسطة الآلة كالصور الجزئيّة ـ فهو تعالى خلافه.
وقوله عليه السلام : (لا يشبهه شيء) استيناف بياني، أي لا يشبهه شيء من الممكنات والمخلوقات لا في ذاته ولا في صفاته ولا في نحو الاتّصاف بها؛ لما مرّ مفصّلاً.
وقيل: لأنّ معنى الشبه هو أن يكون أمر موجود في الخارج مشتركا معنويا بينه تعالى وبين خلقه، والبرهان قائم على نفي ذلك.
وقوله عليه السلام : (ولا تدركه الأوهام) توضيح وبيان لما سبق.
وقوله عليه السلام : (كيف تدركه الأوهام) إلخ إشارة إلى دليل على هذا المدّعى، تقريره أنّه كيف تدركه الأوهام وهو ذات خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصوّر في الأوهام؛ لأنّه يجوز على كلّ معقول ومتصوّر بالوهم ـ بلا واسطة كان، أو بالواسطة ـ تجريدُ العقل إيّاه عن الإنّيّة والوجود بخلافه سبحانه كما مرّ بيانه.
وقوله عليه السلام : (إنّما يتوهّم شيء غير معقول ولا محدود) إعادة للمدّعى بعنوان الحصر ونتيجة للدليل.
قوله: (سئل أبو جعفر الثاني عليه السلام يجوز أن يقال) إلخ
أقول: أي سئل محمّد الجواد عليه السلام . وقيل: يجوز أن يقال للّه : إنّه شيء بقول مطلق من غير تقييده بقيد، أو من غير الفحص والتفتيش عن أنّه أيّ شيء هو في ذاته، أو في حقيقة صفاته الحقيقيّة. فلفظ «قيل» مقدّر هنا.


الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
580

۰.نجران ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن التوحيد ، فقلت : أتَوَهَّمُ شيئا؟ فقال :«نعم ، غيرَ معقولٍ ولا محدودٍ ، .........

الألفاظ المشتركة والمجازيّة إليها ۱ ، فهو مشترك معنوي كالموجود والوجود. ۲
ولمّا كان القول بأنّ الشيء والموجود فيه تعالى مشترك لفظي، أو مجاز آخر، أحاله إلى حدّ النفي والتعطيل وهو ينافي ثبوت الصانع.
ذكر هذا الباب عقيب باب حدوث العالم وإثبات المحدث لكمال الربط.
قوله: (سألت أبا جعفر عليه السلام عن التوحيد)
أقول: المراد بالتوحيد هنا ما يتعلّق بمعرفته تعالى أيّ مسألة كانت من المسائل الإلهيّة، كما مرّ أنّ إطلاق التوحيد على هذا المعنى شائع في لسان أهل الشرع.
قال بعض الفضلاء ۳ : أي عن معرفته تعالى متوحّدا بحقيقته وصفاته متنزّها عن غيره ۴ ، فتأمّل.
وقوله: (أتوَهَّمُ شيئا) خبر ۵ ، والمراد بالتوهّم هاهنا التصوّر، أي أتصوّره شيئاوأصفه بالشيئيّة، ويجوز أن يكون الهمزة للاستفهام والفعل ماضيا مجهولاً، أو مضارعا معلوما مخاطبا بحذف أحد التاءين.
وقوله عليه السلام : (نعم غير معقول ولا محدود) أي نعم إنّه تعالى شيء لكنّه غير معقول بالكنه، ولا محدود بالحدود العقليّة ولا بالحدود الحسّيّة الظاهريّة والباطنيّة من السطوح والخطوط والنقاط والأشكال والنهاية ونحو ذلك ممّا يتعلّق بالجزئيات المادّيّة المدركة بالحواسّ الظاهرة والباطنة. ۶
ولا يذهب عليك أنّ المعاني الجزئيّة المادّيّة الموهومة أيضا محدودة بحدود وهميّة قابلة للزيادة والنقصان كالصداقة والعداوة الجزئيّة.

1.أي إلى القرينة.

2.نقلها في مرآة العقول، ج ۱، ص ۲۸۰ بعنوان «قيل» من قوله: «ثمّ معنى إطلاق القول» إلى هنا.

3.هو الميرزا رفيعا النائيني.

4.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۲۷۱.

5.نقلها في مرآة العقول، ج ۱، ص ۲۸۱ بعنوان «قيل».

6.أدرجها في مرآة العقول، ج ۱، ص ۲۸۱.

  • نام منبع :
    الکشف الوافي في شرح أصول الکافي
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 125497
صفحه از 739
پرینت  ارسال به