۳.عليُّ بن ابراهيمَ ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ ، عن أبي المَغْراءِ ، رَفَعَه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال :«إنّ اللّه خِلْوٌ من خَلْقه ، وخَلْقُه خِلْوٌ منه ، وكلّ ما وقع عليه اسمُ شيءٍ فهو مخلوقٌ ما خلا اللّه » .
عن أنّه أيّ شيء هو في ذاته، أو في حقيقة صفاته الحقيقيّة؛ فإنّ الاكتفاء بهذا الإطلاق وعدم تجويز الفحص «يخرجه من ۱ الحدّين: حدّ التعطيل» كما مرّ «وحدّ التشبيه» بالممكنات؛ لأنّ كلّ ما يمكن ويجوز للممكن معرفة كنهه، أو معرفة حقيقة صفته الحقيقيّة الكماليّة فهو ممكن؛ لما مرّ، فعدم تجويز الفحص عن كنهه وكنه صفاته الحقيقيّة يخرجه من حدّ التشبيه بالممكن؛ فتدبّر.
والأولى أن يقال ۲ : معنى قوله عليه السلام : «نعم يخرجه» إلخ أنّه يجوز أن يقال للّه : إنّه شيء، ويجب أن يخرجه القائل من الحدّين، فحينئذٍ قوله عليه السلام : «يخرجه» إنشاء في قالب الخبر.
والمراد بحدّ التعطيل الخروجُ عن الوجود، وعن الصفات الكماليّة والفعليّة والإضافيّة كما ذهب إليه المعطّلة، وبحدّ التشبيه الاتّصافُ بصفات الممكن والاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات كما ذهب إليه المشبّهة والمجسّمة والقائلون بزيادة الصفات. وعلى هذا لا حاجة إلى التكلّفات المذكورة في البيانين الأوّلين؛ فتدبّر.
قوله: (عن أبي المغرا)
بكسر الميم وسكون الغين المعجمة ثمّ الراء المهملة، اسمه حُميد بن المثنّى، ثقة.
وقوله عليه السلام : (إن اللّه خِلْوٌ من خلقه، وخَلْقُه خِلْوٌ منه، وكلّ ما وقع عليه اسم شيء فهو مخلوق ما خلا اللّه ) الخِلو ـ بكسر الخاء المعجمة وسكون اللام ـ : الخالي. والمقصود إقامة الدليل على أنّه لا يكون محلّاً لغيره، ولا يتقوّم به، ولا يكون حالّاً في غيره، ولا جزءً له، ولا متّحدا مع غيره؛ لأنّ كلّ شيء مغاير له مخلوق له؛ لامتناع تعدّد المبدأ الأوّل الواجب بالذات؛ لما مرّ، فكلّ موجود مغاير له تعالى ممكن محتاج إليه في وجوده مخلوق له، والخلط بمخلوقه الممكن نقص مستحيل يجب تنزيهه تعالى عنه كما يحكم عليه الفطرة