الحديث الشريف موارده ومصادره ومسيره عبرالتاريخ ومصيره في العصر - صفحه 140

الصحيحة المتقنة ، مدعومة بالشواهد والمتابعات ، المزيلة لكلّ ريب ، والتي هي النواة لعلوم الحديث ومعارفه .
2 ـ تقنين علوم الحديث وتحديد معالم معارفه ، بنحوٍ منطقيّ متقنٍ ؛ لتؤدّي إلى الحفاظ عليه وتمنع من تسرّب الريب والشبهة إليه .
3 ـ رسم الطرق العقلائيّة المقبولة لتحمّله وأدائه ونقله وروايته وتخليده ، وما إلى ذلك من قواعد مستلهمة من تاريخ الأحاديث ومتونه وممارسة أعلامه ورواته ؛ حفاظا على استمرار حيويّته دائما أبدا ، فكانت الطرق الثمان ۱ ، وكانت الألفاظ الخاصّة الدالّة على كلّ طريق ۲ ، وكانت قواعد المصطلح وعلم الدراية. كلّ ذلك تحصينا له من عبث الجهلة ، وابتعادا عن تشويه المتطفّلين المتسلّلين بين أهل الحديث، أو الجهلة المتظاهرين بالعلم به .
4 ـ ومن أهمّ آثار تلك الجهود : إنّ التراث الحديثيّ العظيم والمجيد هو اليوم من أضخم وأفخم مصادر المعرفة الإسلاميّة ، وأوثقها وأكثرها تأثيرا وحضورا في سوح الحياة ومن جميع الجهات ، في التشريع والأحكام ، وفي السياسة والاجتماع ، وفي الاقتصاد ، والآداب المعنويّة والمادّية ، وغير ذلك من مستلزمات ومقوّمات الحياة الحرّة الكريمة .
ومن أجل هذه الأهمّية أصبح هدفا لهجوم أعداء الإسلام بنحوٍ أخصّ وأشدّ، لكنّ تلك الجهود جعلت منه بناءً ذا قواعدٍ رصينة، وذا مبانٍ محكمة، ومسائلٍ ثابتة، تتحطّم على صخرتها السهام المسمومة، ولا تنال منها الشبه المهزوزة.

موقع «الكافي» من المصادر الكبرى

وفي قمّة الأعمال العظيمة التي خلّدت الحديث الشريف ، يقع كتاب الكافي الشريف للإمام الكلينيّ ، باعتباره الجامع لما سبق من أعمالٍ حديثيّة أصيلة على شكل أجزاء

1.قمنا بكتابة بحثٍ مشبعٍ عن (الطرق الثمان تاريخها وقواعدها)، وفّقنا اللّه لنشره.

2.راجع بحث (صيغ التحمّل والأداء) في مجلّة علوم الحديث العدد الأوّل الصفحات : ۸۴ ـ ۱۸۲.

صفحه از 144