هذا الكتاب ، كمن اعترض على أسانيده وما فيه من التعليق، وآخر انتقده لما فيه من العنعنة ۱ ، وآخر علّق على بعض العناوين في أبوابه ۲ ، وهكذا ما نراه من الكلام الهزيل بين الحين والآخر من الجهلة المتطفّلين على العلم وخصوص الحديث الشريف.
هذا المؤتمر وجهود القائمين عليه
إنّ البعد الزمنيّ بيننا وبين عصر تأليف الكافي ، مع ضحالة مستويات المعرفة في حقول علوم الإسلام في هذا العصر، تدعوان بإلحاحٍ إلى المزيد من الجهود العلميّة لتعريف أهل العصر الحاضر بتراثنا العظيم ، وتجلية أنحاء عظمته ، وتبيين آثاره للعيان ، وشرح طرق الاستفادة منه.
وإنّ إقامة هذا المؤتمر لمن دواعي الفخر والاعتزاز ، حيث يفتح الآفاق لمعرفة هذا التراث ، من أجل التزوّد منه، وللوقوف على كنوز فكرنا ومعارفنا ۳ التي سبقت الحضارات المستحدثة ، وفاقتها أصالةً وواقعيّةً وآثارا إيجابيّةً في طريق سعادة الإنسان . بارك اللّه في هذا العمل ، وبارك للقائمين به، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
1.انظر الجواب عن إشكالاته في كتابنا العنعنة السابق ذكره.
2.راجع بحث (عناوين الأبواب وتراجمها في التراث الإسلاميّ) في مجلّة علوم الحديث العدد الخامس لسنة ۱۴۲۰ ه الصفحات : ۷ ـ ۸۲ .
3.وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ أعمال المؤتمر المطبوعة ، قد خلت من الإشارة إلى عملين عظيمين ، صدرا حديثاً ممّا يرتبط بالكافي الشريف ، مباشرةً ، وهما:
۱ . ترتيب أسانيد الكافي ، من موسوعة الأسانيد ، لسيّد الطائفة الإمام الحسين الطباطبائيّ البروجرديّ القمّي (۱۲۹۲ ـ ۱۳۸۰ ه) الذي طُبع أخيرا.
۲ . وهدي العقول في شرح الكافي ، للعلّامة القطيفيّ ، المطبوع كذلك .
وقد كان من الضروري إدراجهما في أعمال المؤتمر ؛ لما لهما من الميزات العلميّة الفائقة ، ونأمل أن يتدارك المشرفون على المؤتمر هذا الأمر ، واللّه وليّ التوفيق .