الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 338

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدُ للّه مُظْهِر الحقّ ومُبدِيه ، ومُدْحِض الباطل ومُدْجِيه ۱ ، ومُسَدِّد الصَّواب ومُسْدِيه ، ومُشيّد بنائه ومُعْلِيه ، وصلواته على سيّدنا محمّدٍ المصطفى ، وعلى آله المقتَفِين هَدْيه في ما يَذَره ويأتيه .
وبعد : فإنّي وقفتُ على كتاب السيِّد النَّقيب ، الحَسيب النَّسيب ، فريدُ عصره ، ووحيدُ دهره ، غياثُ الملّة والحقّ والدِّين ، أبي المظفّر عبد الكريم بن أحمد بن طاووس الحسيني ـ قَدَّس اللّه نفسه وطَيّب رَمسه ـ المتضمّن للأدلّة القاطعة على موضع مَضْجَع مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فاخترتُ منه مُعظَمَه ، بحذف أسانيده ومكرّراته ، وسمّيته الدَّلائل البُرهانيّة في تَصحيح الحَضْرة الغرويّة على ساكنها الصَّلاة والسَّلام .
وقد رتَّبتُ الكتاب على مقدّمتين وخمسة عشر بابا .

أمّا المقدّمة الاُولى

«في الدليل على أنّه عليه السلام في الغَري ، حسب ما يوجبه النظر»

الذي يدلّ على ذلك : إطباقُ المسلمين إلى ولاء أهل البيت عليهم السلام ، ويروونَ ذلك خَلَفا عن سَلَف ، وهم ممّن يستَحيلُ حَصْرهم ، أو يتطرَّق عليهم المواطأة ، وهذه قضيّة التواتر المفيد للعلم ، وإنّ ذلك ثبت عندهم حسب ما دلَّهم عليه الأئمّة الطاهرون ، الّذين هُم العُمدَة في الأحكام الشرعيّة ، والاُمور الدينيّة .
ومهما قال مخالفنا في هذه المقالة ۲ من ثبوت معجزات النبيّ صلى الله عليه و آله وأنّها معلومة ،

1.دجا ، يَدْجُو ، داجية ، ومُدجية : أي تسكن فورته وظلمته . «لسان العرب : مادّة : دجا» .

2.يقصد رحمه الله أنّه بنفس الطريقة التي يستدلّ بها المخالفون على إثبات المعجزات والدلائل الثابتة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ من ف نقل الخلف عن السلف ، والتواتر والمواطاة ممّن يستحيل حصرهم أو تطرّق الكذب إليهم ـ نثبت بها أنّ الغريّ هو مدفن أمير المؤمنين ومثواه سلام اللّه عليه .

صفحه از 388