الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 345

الباب الأوّل

«في ما ورد عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم»

1 . رأيتُ في كتاب حسن بن حسين بن طحّال المقدادي ، قال : روى الخلف عن السلف ، عن ابن عبّاسٍ ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام : يا عليّ ، إنّ اللّه عرض مودّتنا أهلَ البيت على السماوات والأرض ؛ فأوّل مَنْ أجاب منها السماء السابعة ، فزيّنها بالعرش والكُرسي ، ثمّ السَّماء الرابعة فزيّنها بالبيت المعمور ، ثمّ سماء الدُّنيا فزيّنها بالنجوم ، ثمّ أرض الحجاز فشرّفها بالبيت الحرام ، ثمّ أرض الشام فشرّفها بالبيت المَقْدِس ، ثمّ أرض طَيبة فشرّفها بقبري ، ثمّ أرض كوفان فَشُرِّفتْ بقبرك يا عليّ .
فقال : اُقبرُ بكوفان العراق؟
فقال له : نعم ، تُقْبَرُ بظاهرها قَتْلاً بين الغريّين ۱ والذكوات البيض ۲ ، يَقْتُلُك أشقى هذه الاُمّة عبد الرحمن بن ملجم لعنه اللّه تعالى . فوالذي بَعَثني بالحقّ نبيّا ، ما عاقِرُ ناقة صالحٍ عند اللّه بأعظم عقابا منه .
يا عليّ ، ينصرك من العراق مئة ألف سيف .

الباب الثاني

«في ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك»

2 . روى محمّد بن علي الحسني 3 في كتاب فضل الكوفة ، قال :

1.الغريّين : هما عمودان كان قد نصبهما النعمان بن المنذر عند مدخل مدينة الحيرة ، والتي كانت تقع على مسافة ميل واحد جنوب شرق النجف (وهي التي تسمّى اليوم بناحية أبو صُخير أو المناذرة) ، وللعمودين قصّة يذكرها المؤرّخون .

2.الذكوات البيض : مدينة النجف الأشرف مبنيّة على عدّة تلال ، وأعلاها ربوةٌ دفن على قمّتها أمير المؤمنين عليه السلام ، والذكوات البيض إشارة إلى توقّدها عند شروق وسطوع الشمس عليها ؛ لما بها من الحصاة الصغيرة الناصعة البياض ، حيث تبرق عندما تضربها أشمس الشمس ، وتُسمّى بدرّ النجف .

3.هو السيّد الشريف مسند الكوفة ، أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني الشجري الكوفي ، ولد عام ۳۶۷ق بالكوفة وتوفّي سنة ۴۴۵ق ، من أعلام الكوفة وأشهر محدِّثيها على الإطلاق. له مؤلّفات : كتاب التعازي ، الجامع الكافي في فقه الزيديّة ، كتاب التاريخ ، كتاب فضل الكوفة وأهلها. راجع : الذريعة ، ج ۱۶ ، ص ۲۷۲ ؛ طبقات أعلام الشيعة ، القرن الخامس ، ص ۱۱۸ ؛ مستدركات أعيان الشيعة ، ج ۳ ، ص ۲۴۰.

صفحه از 388