الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 348

الباب الثالث

«في ما ورد في ذلك عن الحسن والحسين عليهماالسلام»

6 . رُوي 1 أنّه لمّا حَضَرتْ أمير المؤمنين عليه السلام الوفاةَ ، قال للحسن والحسين عليهماالسلام : إذا أنا متُّ فاحمِلاني على سريري ، ثمّ أخرجاني واحملا مؤخّر السرير ؛ فإنّكما تكفيان مقدّمه ، ثمّ ائتيا الغريّين ؛ فإنّكما ستريان صخرةً بيضاء ، فاحتفروا فيها ؛ فإنّكما ستجدان فيها ساجةً ، فادفناني فيها .
فلمّا ماتَ ـ صلوات اللّه عليه ـ فَعَلا ما أمرهما ، ووَجَدا الساجة مكتوبا فيها : هذا ما ادّخر نوحٌ لعليّ بن أبي طالب عليه السلام .
فدفنّاه فيها وانصرفنا ، ونحنُ مسرورونَ بإكرام اللّه تعالى لأمير المؤمنين عليه السلام ، فَلَحِقَنا قومٌ من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه ، فأخبرناهم بما جرى .
فقالوا : نُحبُّ أنْ نُعايِنَ مِنْ أمرها ما عاينتُم .
فقلنا لهم : إنّ الموضع قد عُفِي أثره بوصيّةٍ منه عليه السلام .
فمضوا وعادوا ، وقالوا : إنّهم احتفروا فلم يروا شيئا .
7 . وأخبرني الوزير السعيد ، خاتم العلماء ، نصير الدِّين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي ـ طيَّب اللّه مضجعه ـ عن والده ، يرفعه 2 إلى أبي مطر ، قال : لمّا ضَرَب ابنُ ملجمٍ ـ لعنه اللّه ـ أمير المؤمنين عليه السلام قال له الحسن عليه السلام : أقتُلُه؟
قال : لا ، ولكن احبِسْهُ ، فإذا متّ فاقتلوه ، فإذا متُّ فادفنوني في هذا الظهر ، في قبر أخويَّ هودٍ وصالح .
8 . وعن [عمر الجرجاني ، عن الحسن بن علي بن] أبي طالبٍ ، قال : سألتُ الحسن عليه السلام : أينَ دفنتم أمير المؤمنين عليه السلام ؟

1.رواه السيّد في فرحة الغري بسنده عن الشيخ المفيد ، وهو بسنده عن مولىً لعليّ بن أبي طالب عليه السلام .

2.رواه السيّد بسنده معنعنا عن أبي مطر.

صفحه از 388