الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 351

12 . وذكر الحسن بن الحسين بن طحّال المقدادي رضى الله عنه ۱ : أنّ زين العابدين عليه السلام ورد إلى الكوفة ، ودَخَل مسجدها ، وبه أبو حمزة الثُّمالي ـ وكان من زهّاد الكوفة ومشايخها ـ فصلّى ركعتين .
قال أبو حمزة : فما سمعتُ أطيبَ مِنْ لهجته ، فدنوتُ منه لأسمعَ ما يقوله ، فسمعته يقول :
إلهي إنْ كانَ قد عَصَيتُك ؛ فإنّي قد أَطَعْتُك في أحبّ الأشياء إليك الإقرارُ بوحدانيّتك ، مَنّا منك عليَّ لا منّا منّي عليك ، والدُّعاء معروف .
ثمّ نهض ، فقلت : يا ابن رسول اللّه : ما أقدَمَك إلينا؟
قال : ما رأيته ، لو عَلِمَ الناس ما فيه مِنَ الفضل لأتوه ولو حَبْوا۲؛ هل لك أنْ تزور معي قَبر جدّي عليّ بن أبي طالبٍ عليه السلام ؟
قلت : جُعِلتُ فداك! أجل . فسِرْنا حتّى أتينا الغريّين ، وهي بقعةٌ بيضاء تَلْمعُ نورا ، فَنَزل ومرّغ خدّيه عليها ، وقال : هذا قبرُ جَدّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ثمّ زاره بزيارةٍ أوّلها : السَّلامُ على اسم اللّه الرَّضيّ ، ونور وجهه المُضي ...
ثمّ وَدَّعه ومضى إلى المدينة ، ورجعتُ أنا إلى الكوفة .

الباب الخامس

«في ما ورد عن محمّد الباقر عليه السلام »

13 . أخبرني والدي ، عن الفقيه محمّد بن نما ، عن الفقيه محمّد بن إدريس ، يرفعه إلى أبي بصير ، قال : سألتُ أبا جعفر عليه السلام عن قبر أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال : إنّه دُفِنَ مع أبيه نوح في قبره .

1.هو الشيخ حسن بن الحسين بن أحمد بن محمّد بن طحال المقدادي ، نسبة إلى الصحابي الجليل المقداد بن الأسود ، وينقل السيّد ابن طاووس في فرحة الغري عن كتابه ، ويستفاد من بعض الأخبار التي رواها السيّد أنّ أحد أجداده المسمّى بعليّ كان سادن الروضة الحيدرية المطهّرة. راجع : أعيان الشيعة ، ج ۵ ، ص ۴۹ و ۱۲۶.

2.حبا ، يحبو ، حَبْوا : وهو الذي يزحف على بطنه على الأرض ليبلغ إلى مقصده.

صفحه از 388