الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 356

ممّا يلي القبلة .
وعن ۱ الصادق عليه السلام : أربعُ بقاعٍ ضَجَّتْ إلى اللّه تعالى أيّام الطُّوفان : البيتُ المَعْمُور فرفعه اللّه تعالى ، والغريّ ، وكربلاء ، وطوس .
26 . وعنه عليه السلام ۲ قال : لمّا كنتُ بالحيرة عند أبي العبّاس ۳ ، كنتُ آتي قبر أمير المؤمنين عليه السلام ليلاً ، وهو بناحية الحيرة ، إلى جانب غرّي النعمان ، فاُصلّي عنده صلاة الليل ، وأنصرفُ قبل الفَجر .
27 . وعن المُفَضّل بن عُمر الجعفيّ ۴ قال : دخلتُ على أبي عبد اللّه عليه السلام ، فقلت له : أشتاقُ إلى الغريّ . قال : فما شوقُكَ إليه؟ فقلت : إنّي أحبُّ أن أزور أمير المؤمنين عليه السلام .
فقال : هل تعرف فَضْل زيارته؟ فقلت : لا يا ابن رسول اللّه ، إلّا أن تُعرّفني؟
قال : إذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، فاعلَم أنّك زائرٌ عِظام آدم ، وبدن نوح ، وجسم عليّ بن أبي طالب عليهم السلام .
قلت : إنّ آدم هبط إلى سرنديب ، وزعموا أنّ عظامه في بيت اللّه الحرام ، فكيف صارت عظامه بالكوفة؟
قال : إنّ اللّه تعالى أوحى إلى نوحٍ ـ وهو في السفينة ـ أن يطوفَ بالبيت اُسبوعا ۵ ، فطاف ثمّ نزل في الماء إلى ركبتيه ، فاستَخْرج تابوتا فيه عظام آدم عليه السلام ، فحمله في جوف السفينة ، حتّى طاف ما شاء اللّه تعالى أنْ يطوف ، ثمّ ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ۶ ، ففيها قال اللّه ـ تبارك وتعالى ـ للأرض : «ابْلَعِي مَاءَكِ»۷ فَبَلَعَتْ ماءها من مسجد الكوفة ، كما بدأ الماءُ منه ، وتفرّق مَنْ كان مع نوح

1.رواه السيّد في فرحة الغري بسنده المعنعن عن الصادق عليه السلام .

2.أي أبو العبّاس السفّاح ، حيث إنّ الصادق عليه السلام كان بدايات أيّام خلافته أو قبلها بقليل يسكن الحيرة.

3.رواه السيّد في فرحة الغري بسندٍ صحيح عن المُفضّل ، كما رواه الشيخ في التهذيب وابن قولويه في كامل الزيارات.

4.أي يطوف بها سبع مرّات.

5.المكان الذي رست فيه سفينة نوح عليه السلام كان موجودا في وسط مسجد الكوفة حتّى سنة ۲۰۰۴ ميلادية ، وكان عبارة عن حفيرة كبيرة مسيّجة بسياح وتتوسّطها ساحة كبيرة ، ومعقودة من داخلها بعقود آجريّة ، وفي قبلتها محراب مزيّن بالقاشاني ، وقد كتبت أطرافها آيات الطوفان ، وكان الناس ينزلون إليها ويصلّون فيها ، وقد اُزيلت في تعميرات المسجد في العام المذكور!!.

6.سورة هود ، الآية ۴۴ .

صفحه از 388