الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 358

قَدَماه في زيارته» يدلّ على عِلْمهم بحاله وموضعه .
31 . وعن ۱ أبي عامرٍ البناني واعظ أهل الحجاز ، قال : أتيتُ أبا عبد اللّه عليه السلام جعفر بن محمّد ، فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، ما لِمَنْ زار قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، وعَمّر تربته؟
قال : يا أبا عامر ، حدّثني أبي عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليه السلام ، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال له : واللّه لتُقْتَلُّنَّ بأرض العراق ، وتُدفَن بها .
قلت : يا رسول اللّه ، ما لمن زار قبورنا ، وعمّرها وتعاهدها؟
فقال : إنّ اللّه جَعَلَ قبرك وقبر ولدك بقاعا مِنْ بقاع الجنّة ، وعَرَصةً مِنْ عرصاتها ، وإنّ اللّه جَعَل قلوبَ نُجَباء مِنْ خلقه وصفوةً من عباده تحنُّ إليكم ، وتحتَمِلُ المذلّة والأذى فيكم ، فَيعمّرون قبوركم ، ويكثرون زيارتها ؛ تقرّبا إلى اللّه تعالى ، ومودّةً منهم لرسوله ، اُولئك ـ يا عليّ ـ المخصوصون بشفاعتي ، الواردون حوضي ، وهم زوّاري غدا في الجنّة .
يا عليّ ، مَنْ عمّر قبوركم وتعاهدها فكأنّما أعان سُليمان بن داوود على بناء بيت المقدس ، ومَنْ زار قبوركم عُدل له ذلك ثواب سبعين حجّة بعد حَجّة الإسلام ، وخَرَج من ذنوبه حتّى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته اُمّه ، فأبشر وبَشِّر أوليائك ومحبّيك من النعيم وقُرّة العين بما لا عينٌ رأتْ ، ولا اُذْنٌ سَمِعَتْ ، ولا خَطَر على قلب بشرٍ ، ولكن حُثالةٌ من الناس يُعيّرون زوّار قبوركم بزيارتكم ، كما تُعيَّر الزانية بزنائها ، اُولئك شِرارُ اُمّتي ، لا أنالَهُم اللّه شفاعتي ، ولا يَرِدُونَ حَوضي .
وعن عبد الرحيم بن كثير نحوه .
32 . وعن ۲ عمر بن عبد اللّه النهدي ، عن أبيه ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام ، فقال : يا عبد اللّه ، أتأتون قبر أبي الحسين عليه السلام كلّ سنة؟ قلت : بلى جُعلتُ فداك .
قال : تأتونه كلّ جمعةٍ؟ قلت : لا .
قال : تأتونه كلّ شهرٍ؟ قلت : لا .
قال : ما أجفاكم! إنّ زيارته تعادل حَجّة وعُمرة ، وزيارة أبيه تعدل حَجّتين وعُمرتين .

1.رواه السيّد بسنده في فرحة الغري عن البناني واعظ أهل الحجاز ، كما رواه الشيخ في التهذيب والحرّ العاملي في الوسائل.

2.رواه السيّد في فرحة الغري بسنده عن النهدي ، كما رواه الشيخ في التهذيب والحرّ العاملي في الوسائل.

صفحه از 388