الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 359

33 . وعن ۱ المُفضّل بن عُمر ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : اُحبُّ لك ولكلّ مؤمن أن يتختّم بخمسة خواتيم ، بالياقوت وهو أفخرها ، وبالعقيق وهو أخلصها للّه ولنا ، وبالفَيرُوزَج وهو نُزهة الناظر ، والحَديد الصيني ، وما أحبُّ التختّم به ، ولا أكره لبسه عند لقاء أهل الشرّ ليطفئ شرّهم ، وأحبُّ اتّخاذه ؛ فإنّه يردّ المَرَدة من الجنّ ، وما يظهره اللّه عز و جلبالذكوات البيض بالغريّ .
قلت : وما فيه من الفضل؟
قال : مَنْ تختّم به ونظر إليه ، كَتَب اللّه له بكلّ نظرةٍ زَورةً أجرها أجر النبيّين والصالحين ، ولولا رحمةُ اللّه لشيعتنا لبلَغَ الفصُّ منه ما لا يوجد بالثمن ، ولكنّ اللّه بخّسه عليهم ليتختّم به غنيّهم وفقيرهم .
34 . وعن هشام بن سالم ۲ ، قال : حدّثني صفوان الجمّال ، قال : لمّا وافيتُ مع جعفر الصادق عليه السلام الكوفة يريد المنصور ، قال لي : يا صفوان ، أنخ الراحلة ؛ فهذا قبرُ جدّي أمير المؤمنين عليه السلام . فأنختها ، ثمّ نزل فاغتسل وغيّر ثوبه وتحفّى ۳ ، وقال لي : افعل مثل ما أفعل .
ثمّ أخذ نحو الذكوات ، وقال : قصّر خُطاك ، وألق ذقنك الأرض ؛ فإنّه يُكتبُ لك بكلّ خطوةٍ مئة ألف حَسَنة ، ويُمحى عنك مئة ألف سيّئة ، ويرفع لك مئة ألف درجة ، ويُقضى لك مئة ألف حاجة ، ويُكتب لك ثواب كلّ صدِّيقٍ وشهيدٍ مات أو قُتل .
ثمّ مشى ومشيتُ معه ، وعلينا السكينة والوقار ، نُسبّح ونُقدّس ونُهلّل ، إلى أن بلغنا الذكوات ، فوقف ونظر يمنةً ويسرةً وخطّ بعكازته ، وقال : اُطلب ، فطلبتُ فإذا أثر القبر في الخطّ ، ثمّ أرسل دموعه على خدّه وقال : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، وقال :
السلام عليك أيُّها الوصيُّ البرّ التقيّ ، السلامُ عليك أيُّها النبأ العظيم ، السلام عليك أيُّها الصدِّيق الشهيد ، السلام عليك أيّها الوصيّ الزكيّ ، السلامُ عليك يا وَصيّ رسول ربّ العالمين ، السلام عليك يا خِيرَة اللّه من الخلائق أجمعين ، أشهدُ أنّك حَبيبُ اللّه وخاصّته وخالصته ، السلام عليك يا وليّ اللّه وموضِع سرّه ، وعيبة عِلْمه وخازن وحيه .

1.رواه السيّد في فرحة الغري بسنده عن المفضّل بن عمر ، كما رواه الشيخ في التهذيب والحرّ العاملي في الوسائل.

2.رواه السيّد في فرحة الغري نقلاً عن كتاب المزار لابن المشهدي.

3.أي نزع نعليه وصار حافيا.

صفحه از 388