الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 366

قال أبو حمزة : فما لبثتُ إلّا برهةً ، حتّى رأيتُ زيدا بالكوفة في دار معاوية بن إسحاق ، فأتيته فسلَّمتُ عليه ، ثمّ قلت : جُعِلتُ فداك! ما أقدمك هذا البلد؟
قال : الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر .
فكنتُ أختلفُ إليه ، فجئته ليلةَ النصف من شعبان ، فسلّمت عليه ، وجلستُ عنده ، فقال : يا أبا حمزة ، تقوم حتّى تزور قبر أمير المؤمنين عليه السلام ؟
قلت : نعم ، جُعِلتُ فداك .
ثمّ ساق أبو حمزة الحديث ، حتّى قال : أتينا الذكوات البيض ، فقال : هذا قَبرُ عليّ عليه السلام .
ثمّ رَجَعنا ، فكان مِنْ أمره ما كان ، فواللّه لقد رأيتهُ مقتولاً مدفونا منبوشا مسحوبا مصلوبا بالكُناسة ، ثمّ اُحرق ودُقّ وذُري في الهواء .

الباب الثالث عشر

«في ما ورد عن المنصور وعن الرشيد وعَمَّن زاره من الخلفاء»

47 . وجدتُ بخطّ الشريف الفاضل أبو يَعْلى الجعفري ما صورته :
قال أحمد بن محمّد بن سهل : كنتُ عند الحسن بن يحيى ، فجاءه أحمد بن عيسى بن يحيى ابن أخيه ، فقال له : تعرف في حديثٍ قبرَ عليّ عليه السلام ، غير حديث صفوان الجمّال؟
فقال : نعم ، أخبرني مولىً لنا ، عن مولىً لبني العبّاس ، قال : قال لي أبو جعفر المنصور : خُذ مِعوَلاً وزنبيلاً وامض معي .
قال : فأخذتهما وذهبتُ معه ليلاً ، حتّى ورد الغريّ ، وإذا بقبرٍ ، فقال : احفر . فحفرتُ حتّى بَلَغتُ اللَّحد .
فقلتُ : هذا لحدٌ قد ظَهَر .
فقال : طُمَّ ؛ ويلَكَ هذا قبرُ عليّ عليه السلام ! إنّما أردتُ أن أعلم هذا ؛ لأنّ المنصور سمِعَ بذلك عن أهل بيته عليهم السلام ، فأراد أن يعرف الحال ، وقد اتّضحت له .

صفحه از 388