الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 369

وأمّا مدّعي العلم فقدّمنا جوابه ، ولمّا كان هذا الأمر خفيّا لا جَرَم أنّه كثُر اختصاص الخواص به .
49 . وقد أخبرني المُقرئ عبد الصمد بن أحمد الحنبلي ، عن الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي ، يرفعه ۱ إلى هشام بن محمّد الكلبي ، قال :
قال لي أبو بكر بن عيّاش : سألتُ أبا حُصين ، وعاصم بن بَهْدلة ، والأعمش وغيرهم ، فقلت : أخبَرَكم أحدٌ أنّه صلّى على عليّ عليه السلام أو شهد دفنه؟ قالوا : لا . فسألتُ أباك محمّد بن السائب ، فقال : اُخرج به ليلاً ، وخَرَج الحسن والحُسَين ومحمّد بن الحنفيّة عليهم السلام وعبد اللّه بن جعفر رضى الله عنهوعدّة من أهل بيته ، فدُفِن في ظهر الكوفة .
فقلت لأبيك : لِمَ فعل به ذلك؟ قال : مخافة أن تنبشه الخوارج وغيرهم.
50 . وذكر عبد الحميد بن أبي الحديد ، في كتاب شرح نهج البلاغة ۲ حكايةً حسنة ، قال :
حدّثني يحيى بن سعيد الحنبلي المعروف بابن عالية ، قال : كنتُ عند الفَخْر إسماعيل ، وكان مقدّم الحنابلة ببغداد في الفقه والخلاف ۳ والمنطق .
قال ابن عالية : ونحنُ عنده نتحدّث ، إذ دَخَل شخصٌ من الحنابلة كان له دَينٌ على بعض أهل الكوفة ، فانحدر إليه يُطالبه به ، فاتّفق أن حضرتْ زيارة يوم الغدير ، والحنبلي المذكور بالكوفة ، فاجتمع بالمشهد ۴ من الخلائق جموعٌ تتجاوز حدّ الحصر والعدّ .
قال ابن عالية : فجَعَل الفخر يسأل ذلك الشخص : ما فَعَلتَ؟ وما رأيتَ؟
فقال : يا سيّدي ، لو شاهدتَ يوم الزيارة ويوم الغدير وما يجري عند قبر عليّ بن

1.رواه السيّد في فرحة الغري بسنده عن كتاب أبي بكر بن أبي الدنيا ، وهو بسنده عن هشام بن محمّد الكلبي.

2.شرح نهج البلاغة ، ج ۹ ، ص ۳۰۷.

3.أي في المسائل الفقهيّة الخلافيّة بين المذاهب.

4.أي مشهد أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف ؛ حيث إنّ من عادة الموالين لأمير المؤمنين عليه السلام الاحتفال بمشهده في هذا العيد منذ القِدم إلى الآن ، وقد يتجاوز عدد الحاضرين في بعض السنوات مئات الاُلوف ، وقد يبلغ المليون كما أعلنت عنه الإحصائيات الرسميّة في السنين الأخيرة.

صفحه از 388