الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 371

فإنّ هذه الأشياء الخارقة لم تزل تظهر هناك مع طول الزمان ، ومَنْ تدبّر ذلك وَجَدهُ مُشاهَدَةً وإخبارا ، ومَنْ أحقّ بذلك منه عليه السلام وأولى ؟ وهو الذي اشترى الآخرة بطلاق الاُولى ، وفي ما أظهرَنا اللّهُ عليه من خصائصه كفايةٌ لمن كان له نظرٌ ودراية ، واللّهُ الموفّق لِمَنْ كان له قلبٌ وأراد الهداية .
وهذا آخر كلامه .
يقول عبد الرحمن بن محمّد العتائقي ۱
عفى اللّه عنه :
وأنا كنتُ جالسا في حسن الأدب ، مقابل باب الحَضْرة الشريفة المقدّسة ، فجاءَ رجلان يريد أحدهما تحليف الآخر بباب الحضرة الشريفة ، فقال له : والساعة لابدّ لك أنْ تحلّفني ، وأنتَ تعلم أنّي مظلومٌ ، وأنتَ ليس لك قِبلي شيءٌ ، وأنّك تفعل ذلك بي عنادا .
فقال له : لابدّ مِنْ ذلك .
فقال : اللّهمَّ بحقّ صاحب هذا الضريح ، مَنْ كان المُعْتَدي على الآخر منّا يُغمي ويَمُوتُ في الحال . وحلّفه ؛ فلمّا فَرغ من اليمين غُشي على الذي حَلّفه ، فحُمِل إلى بيته فمات في الحال .
54 . وقال في كتاب الوصيّة محمّد بن عليّ الشلمغانيّ :
إنّه دُفِن بظهر الكوفة ، وقد كان في ما أوصى إلى وَلَده الحسن عليه السلام أنْ يَحفر حيثُ تقفُ الجنازة ؛ فإنّك تجدُ خَشَبةً ۲ محفورةً ، كان نوحٌ عليه السلام حفرها له ، فيدفنه فيها .
55 . وذكر ياقوت الحَمَوي ـ وكان من أعيان الجمهور ـ في ترجمة الغريّين في معجم البلدان :
والغريّان : طِرْبالان ۳ ، وهما بناءان لصومعتين كانتا في ظهر الكوفة قُرب قبر عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ۴ .

1.هذه الزيادة غير مذكورة في فرحة الغري ، بل أوردها العلّامة نقلاً عن تلميذه ابن العتائقي .

2.الخشبةُ والأخشَبُ ، يُقال أكمةٌ خشباء وأرضٌ خشباء ، وهي كلّ جبلٍ خشنٍ غليظ ، أو التي حجارتها منثورة متدانية . (انظر : لسان العرب ، مادّة خَشُبَ) . والخشبة الصخرة التي يوضع عليها الميّت.

3.الطربال : الصومعة ، المنارة ، بناء عال ، حائط مستطيلة في السماء.

4.معجم البلدان ، ج ۴ ، ص ۱۹۶ .

صفحه از 388