عليه خِلَع الوزارة ، وطَلَع بين يديه إلى الكوفة .
وكان عِمران قد نَذَر عليه أنّه متى عفا عنه عضد الدولة ، أتى إلى زيارة أمير المؤمنين عليه السلام حافيا حاسرا ؛ فلمّا جَنّه الليل خَرَج من الكوفة وحده ، فرأى جدّي عليّ بن طحّال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في منامه ، يقول له : اُقعد افتح الباب لوليّ عِمران بن شاهين . فقعد وفَتَح الباب ، وإذا بالشيخ قد أقبل ، فلمّا وَصَل قال له : بسم اللّه يا مولانا .
فقال : ومَنْ أنا؟
قال : عِمرانُ بن شاهين .
قال : لستُ بعمران بن شاهين .
فقال : بلى ، إنّ أمير المؤمنين أتاني في منامي ، وقال : اُقعد افتح لوليّي عِمران بن شاهين .
قال له : بحقّه هو قال لك؟!
قال : إي وحقّه هو قال لي .
فوقع على العتبة يقبّلها ، وأحاله على ضامن السمك بستّين دينارا ، وكانت له زوارق تعمل في الماء في صيد السَّمك .
أقول : وبَنَى الرواق المعروف برواق عِمران ۱ في المشهدين الشريفين الغروي والحائري ، على مشرّفيهما السلام .
66 . وفي سنة إحدى وخمسمائة بيع الخُبز بالمشهد الشريف كلّ رطلٍ بقيراط ، وبقي أربعين يوما ، فمضى القوّام ـ من الضرّ ـ على وجوههم إلى القُرى ، وكان من القوّام رجلٌ يقال له أبو البقاء بن سويقة ، وكان له من العمر مئة وعشر سنين ، ولم يبق من القوّام سواه ، فأضرّ به الحال ، فقالت له زوجته وبناته : هَلَكنا ؛ اِمض كما مضى القوّام ، فلعلّ اللّه تعالى يفتحُ بشيءٍ .
فَعَزم على المُضيّ ، فدَخَل القُبّة الشريفة ، وزار وصلّى وجَلَس عند رأسه الكريم ، وقال : يا أمير المؤمنين ، لي في خدمتك مئة سنة ما فارقتك ، ما رأيتُ الحِلّة ، ولا رأيتُ
1.لا زال الجزء الأكبر من هذا الرواق باقيا إلى اليوم في الحرم العلوي ، حيث يقع في الشمال الغربي من الصحن الشريف خلف الحجرات ، وتقع بوّابته في الممرّ المؤدّي إلى شارع الطوسي ، وقد اشتهر هذا الرواق على ألسن الناس بمسجد عمران.