الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 385

فلمّا قَبَض المبلغ ، بقي ثلاث سنين ما أعطاه شيئا ، وكان بالمشهد رجلٌ ذو صلاح يُقال له مفرّح ، فرأى في المنام كأنَّ الرَّجل الذي قَبَض المبلغ قد مات ، وقد جاؤوا به على جاري العادة ليُدخِلُونه إلى الحضرة الشريفة ، فلمّا وصلوا إلى الباب طَلَع أمير المؤمنين عليه السلام إلى العتبة ، وقال : لا يَدخُلُ عليَّ هذا ، ولا يُصلّي أحدٌ عليه .
فتقدّم ولدٌ له يُقال له : يحيى ، فقال : يا أمير المؤمنين ، وَليُّكَ !
قال : صَدَقْتَ ، ولكن أشهدني عليه لأبي جعفر الكناسي بماله وما أوصله إليه .
فأصبح ابن مُفرّح فأخبرنا بذلك ، فدعينا أبا جعفرٍ ؛ وقلنا له : أيّ شيء لك عند فلان؟
قال : ما لي عنده شيءٌ . فقلنا له : ويلك شاهِدُك إمام .
قال : ومَنْ شاهدي؟ فقلنا له : أمير المؤمنين .
فوقع الرجل على وجهه يبكي ، فأرسلنا إلى الرجل الذي قَبَض المال ، فقلنا له : أنتَ هالكٌ ، وأخبرناه بالمنام فبكى ومضى ، فأحضر أربعين دينارا ، فسلّمها إلى أبي جعفر ، وأعطاه الباقي .
71 . قصّة اُخرى : وحَكى عليّ بن مظفّر النجّار ، قال :
كان لي حصّةٌ في ضيعةٍ ، فغُصِبْتُ غَصْبا ، فدخلتُ إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، شاكيا ، وقلت : يا أمير المؤمنين ، إنْ رُدَّت هذه الحصّة عليَّ ، عَمِلْتُ هذا المجلس من مالي .
فرُدّت الحُصّة عليه ، فَغَفَل مدّةً ، فرأى أمير المؤمنين عليه السلام في منامه وهو قائمٌ في زاوية القُبّة الشريفة ، وقد قَبَض على يده وطَلَع ، حتّى وقفَ على باب الوداع البرّاني ، وأشار إلى المجلس ، وقال : يا عليّ «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ»۱ . فقلت : حُبّا وكرامةً يا أمير المؤمنين .
وأصبح ۲ واشتغل في عمله ۳ .
قصّة اُخرى : سمعتُ بعض مَنْ أثقُ به ، يَحكي لبعض الفقهاء ، عن القاضي بن بدر

1.سورة الإنسان ، الآية ۷ .

2.في نسخة ۲ : ودخل.

3.نهاية النسخة الثانية.

صفحه از 388