۴.عنه عليه السلامـ في الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ :الاِستِئثارُ يوجِبُ الحَسَدَ ، وَالحَسَدُ يوجِبُ البِغضَةَ ، والبِغضَةُ توجِبُ الاِختِلافَ ، وَالاِختِلافُ يوجِبُ الفُرقَةَ ، وَالفُرقَةُ توجِبُ الضَّعفَ ، وَالضَّعفُ يوجِبُ الذُّلَّ ، وَالذُّلُّ يوجِبُ زَوالَ الدَّولَةِ وذَهابَ النِّعمَةِ . ۱
۵.وقعة صفّين عن عبد اللّه بن كَردَم بن مَرثَد :لَمّا قَدِمَ عَلِيٌّ عليه السلام [ إلَى العِراقِ ]حَشَرَ أهلَ السَّوادِ ، فَلَمَّا اجتَمَعوا أذِنَ لَهُم ، فَلَمّا رَأى كَثرَتَهُم قالَ : إنّي لا اُطيقُ كَلامَكُم ولاأفقَهُ عَنكُم ، فَأَسنِدوا أمرَكُم إلى أرضاكُم فيأنفُسِكُم وأعَمِّهِ نَصيحَةً لَكُم .
قالوا : نَرسا ؛ ما رَضِيَ فَقَد رَضيناهُ ، وما سَخِطَ فَقَد سَخِطناهُ .
فَتَقَدَّمَ فَجَلَسَ إلَيهِ ، فَقالَ : أخبِرني عَن مُلوكِ فارِسَ كَم كانوا؟
قالَ : كانَت مُلوكُهُم في هذِهِ المَملَكَةِ الآخِرَةِ اثنَينِ وثَلاثينَ مَلِكا .
قالَ : فَكَيفَ كانَت سيرَتُهُم؟
قالَ : مازالَت سيرَتُهُم في عُظمِ ۲ أمرِهِم واحِدَةً ، حَتّى مَلَكَنا كِسرَى بن هُرمُزَ ، فَاستَأثَرَ بِالمالِ وَالأَعمالِ ، وخالَفَ أوَّلينا ، وأَخرَبَ الَّذي لِلنّاسِ وعَمَّرَ الَّذي لَهُ ، وَاستَخَفَّ بِالنّاسِ ، فَأَوغَرَ ۳ نُفوسَ فارِسَ ، حَتّى ثاروا عَلَيهِ فَقَتَلوهُ ، فَاُرمِلَت نِساؤُهُ ويُتِّمَ أولادُهُ .
فَقالَ : يا نَرسا ، إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ الخَلقَ بِالحَقِّ ، ولا يَرضى مِن أحَدٍ إلّا بِالحَقِّ ، وفي سُلطانِ اللّهِ تَذكِرَةٌ مِمّا خَوَّلَ اللّهُ ، وإنَّها لا تَقومُ مَملَكَةٌ إلّا بِتَدبيرٍ ، ولا بُدَّ مِن إمارَةٍ ، ولا يَزالُ أمرُنا مُتَماسِكا ما لَم يَشتُم آخِرُنا أَوَّلَنا ، فَإِذا خالَفَ آخِرُنا أوَّلَنا وأفسَدوا ؛ هَلَكوا وأهلَكوا . ۴
1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲۰ ص ۳۴۵ ح ۹۶۱ .
2.عُظم الأمر ـ بالضَّمّ والفتح ـ : معظمه وأكثره (تاج العروس : ج ۱۷ ص ۴۸۸ «عظم»).
3.يقال : في صَدْرِه عَلَيّ وَغْرٌ : أي ضِغْنٌ وعَداوةٌ وتَوَقّدٌ من الغَيظ. وقد أوغَرْتُ صَدْرَه على فلان : أي أحمَيتُهُ من الغَيظ (الصحاح : ج ۲ ص ۸۴۶ «وغر») .
4.وقعة صفّين : ص ۱۴ ، الغارات : ج ۲ ص ۷۸۰ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۳۵۸ ح ۳۳۸.