أو من لا يوقف على حقيقة أمره لفخامته. والفحل على الأوّل الخصم المدّعي للغلبة أو المساواة، وعلى الأخيرين أبو المخاطب، أو [هو] على سبيل الكناية كما في قولك: مثلك لا يبخل.۱
متن الحديث الخامس والخمسين والأربعمائة
۰.حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ وَ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ زَكَرِيَّا النَّقَّاضِ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «النَّاسُ صَارُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِمَنْزِلَةِ مَنِ اتَّبَعَ هَارُونَ عليه السلام وَمَنِ اتَّبَعَ الْعِجْلَ ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ دَعَا ، فَأَبى عَلِيٌّ عليه السلام إِلَّا الْقُرْآنَ ، وَإِنَّ عُمَرَ دَعَا ، فَأَبى عَلِيٌّ عليه السلام إِلَّا الْقُرْآنَ ، وَإِنَّ عُثْمَانَ دَعَا ، فَأَبى [عَلِيٌّ ]عليه السلام إِلَّا الْقُرْآنَ ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَدْعُو إِلى أَنْ يَخْرُجَ الدَّجَّالُ إِلَّا سَيَجِدُ مَنْ يُبَايِعُهُ ، وَمَنْ رَفَعَ رَايَةَ ضَلَالٍ۲ فَصَاحِبُهَا طَاغُوتٌ».
شرح
السند مجهول.
قوله: (وأنّ أبا بكر دعا، فأبى علي عليه السلام إلّا القرآن).
يعني أنّه دعا عليّاً عليه السلام والناس جميعاً على بيعته وموافقته في بدعته، فلم يعمل علي عليه السلام في زمن استيلائه وغلبته إلّا بالقرآن، ولم يعمل بأهوائهم، وكذا في زمن استيلاء عمر وعثمان.
(وإنّه ليس من أحد يدعو) أي يدعو الناس إلى بدعته وضلالته؛ بقرينة السابق واللّاحق.
(إلى أن يخرج الدجّال).
قيل: أي إلى زمان خروجه. والمراد به جميع زمانه المتّصل آخره بزمان نزول عيسى وظهور الصاحب عليه السلام، فلا يرد أن «إلى» تفيد خروج ما بعدها عن الحكم المذكور، وليس كذلك.۳