فبينما قلبي بنورها ساطع ، وأنا عاضّ عليها بضرس قاطع ، إذ عرض لي فيها أحاديث معضلة ، وأخبار مشكلة ، قد خاض فيها العلماء الربّانيّون ، وجال فيها الحكماء والمتكلّمون ، وبحث عنها الفقهاء والمحدّثون ، فتيسّر لي بفضل اللَّه تعالى بعد الفحص والتتبّع والاستقراء والتطلّع فهم معانيها ، ومعرفة مبانيها ، فخطر في خاطري الفاتر ، وفكري الكليل القاصر ، أن اُفرد جملة من مشكلاتها ، وزبدة من معضلاتها في كتاب مفرد ، يرجع إليه ويُعوّل عليه من كان سالكاً سبيل الإنصاف ، مجتنباً طريق الاعتساف ، قد خلع عن عنقه ربقة التقليد ، وألقى السمع وهو شهيد ، واُودع فيه بيانات شافية ، وتحقيقات وافية ، وتنبيهات كافية ، على طرز رشيق ، وطريق أنيق ، ونظام حسن ، وطور متقن ، تهشّ إليها الطباع السليمة