تطور اللغه و تأثيره على فهم الحديث - صفحه 52

الجواب: اختلف المحدثون في فهم المفردة المذكورة في الحديث المذكور و أشباهه، فنري قدماء المحدثين فهموها بشکل، و بعض المتأخرين فهمها بشکل آخر و إليك فيما يلي عبارته:
أورد في كتاب «ميزان الحكمة» أول عنوان «الوضوء» الآية الخاصة بالوضوء الشرعي و هي قوله عزوجلّ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ... ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» ثم عقبها بروايات عديدة منها الرواية التالية:
الإمام الصادق(عليه‌السلام): «الوضوء قبل الطعام و بعده يذهبان الفقر.»۱
و هو كاشف عن فهم «الوضوء» الوارد فيها بمعناه الشرعي لا اللغوي كما هو واضح و إلاّ فلو كان استنباطه من الحديث و فهمه لکلمة «الوضوء» هو معناها اللغوي أعني «الغسل» فلا مجال لإيرادها في هذا العنوان کما هو واضح.
سؤال: هل هذا الفهم للرواية المشار اليها صحيح، أم أنه متأثر بمعنى الوضوء في هذا العصر؟
الجواب: لتحديد المعنى المقصود من هذه المفردة في الحديث المشار اليه علينا أن نلاحظ الأسرة الحديثية من جانب و فهم المحدثين القدامى لهذه الروايات لقربهم من عصر صدورها و القرائن الحافة بها، من جانب ثاني.
و إذا ما راجعنا الأحاديث الواردة في هذا الباب وجدنا فيها عدة طوائف، كل منها يعيننا على فهم المقصود من هذه المفردة في الحديث محل الكلام و نظائره.
الطائفة الأولى: الروايات التي جعلت «نفي الفقر» أو ما بمعناه أثراً لغسل اليدين، نظير الروايات التالية:

1.(ميزان الحكمة، ج۴، ص۳۵۶۲، الباب ۴۱۰۱، ح۲۱۹۰۴.)

صفحه از 63