بعض رجال السند، مثل بهاءالشرف و الشيخ الخازن و الخطاب و البلخى، على ان الطرق من علمائنا اليها كثيرة، مذكورة فى كتب الاجازات. بل لكل من العلماء اليها طريق عن مشخيتهم. و نقل الادعية منها الشيخ و غيره من اكابر القوم، فلا يضر الجهالة فى بعض الاسانيد. و ايضا الخبر المستفيض الوارد فى المستحبّات كغرابة الاساليب و فصاحة العبارات يُجبر الجهالة. و ايضا اذا جاز الدعاء بغير المأثور، فكيف بالمأثور المجهول السند؟! و لذلك ترى الاصحاب يتساهلون فى اسانيد المستحبات.
و اما ما ذكره بعض الشراح من ان هولاء مشايخ اجازة لا مشايخ رواية، فلا ضير فى جهل احوالهم. فاقول: فيه نظر لاستعمال حدثنا بالنسبة اليهم على الاطلاق. و هو لا يصحّ مع الاجازه كما عرفت.
و ممّا يدل على تواتر انتسابها اليه عليه السلام كانتساب ساير الكتب المشهورة الى مصنفيها، ما ذكره ابن شهرآشوب فى معالم العلماء، حيث قال: قال الغزالى: الصحيح ان اول من صنّف فىالاسلام، اميرالمؤمنين عليه السلام جمع كتاب الله، ثم سلمان الفارسى، ثم ابوذر الغفارى، ثم اصبغ بن نباته، ثم عبدالله بن ابى رافع، ثم الصحيفة الكاملة عن زينالعابدين عليه السلام .
الفايدة الخامسة: اعلم انه قد اختلفت عبارات ادعية الصحيفة الكاملة بحسب اختلاف اسانيدها. فان ما نقله الشيخ فى المصباح و كذا غيره، يخالف ما فى النسخ المشهورة، كاختلاف النسخ القديمة معها فى العبارة و عدد الأدعية. و لعل الشيخ نقلها من رواية المطهرى، لمخالفتها لرواية ابى عبدالله الحسنى، كما يشعر بها عبارة آخر السند، على ما سياتى.
و اما النسخة التى نحن بصدد شرحها، فهى التى تطابق نسخة الفاضل العلامة مولانا محمد باقر ـ ادام الله بركاته ـ التى هى بخط والده التقى. و هو نقلها من نسخه شيخه البهائى، التى هى بخط جدّ ابيه الشيخ شمسالدين محمد، صاحب الكرامات و المقامات. و هو نقلها من خط الشهيد ره. و هو نقلها من خط الشيخ على بن احمد بن السديد، المعروف بالسديدى. و هو نقلها من خط على بن السكون، و عارضها مع نسخة بخط محمدبن ادريس الحلّى
فما فى اصل نسختنا، فهو موافق لنسخة ابن السكون. و ما هو بعلامة س، فهو من